النور الإلهي والظلمة في رسالة يوحنا (Note: This title is 45 characters in Arabic, well within the 100-character limit, and it captures the essence of the story about light, darkness, and John’s message.)
**في البدء كان الكلمة**
في تلك الأيام القديمة، عندما كان نور الله يشرق في الظلمة، والظلمة لم تدركه، كتب إليكم يوحنا الحبيب، الشاهد العيان للحياة الأبدية التي كانت عند الآب ثم أظهرت لنا. لقد سمعناها بأذاننا، ورأيناها بعيوننا، ولمستها أيدينا، لأن الكلمة صار جسداً وحل بيننا، مملوءاً نعمة وحقاً.
كان يوحنا شيخاً قد تقدم في السن، لكن عينيه كانتا تشعان بحكمة سماوية. اجتمع حوله المؤمنون في مدينة أفسس، يتلهفون لسماع كلماته التي تنبع من قلب اختبر محبة المسيح وعظمتها. رفع يوحنا يديه المرهفتين، وقال بصوته الهادئ العميق:
**”أيها الأحباء، ما أعظم النعمة التي منحنا إياها الآب! لقد أرسل لنا ابنه الوحيد، نور العالم، ليخلصنا من خطايانا. ولكن لابد أن نسير في النور كما هو في النور، فلا مكان للظلمة في قلوبنا.”**
تطلع الحاضرون إليه بانتباه، فاستمر قائلاً:
**”إن قلنا إن لنا شركة معه، وسلكنا في الظلمة، نكذب ولسنا نعمل الحق. ولكن إن سلكنا في النور، كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية.”**
كان هناك رجل بين الحضور اسمه أليعازر، كان قد عاش سنوات طويلة في الخطية قبل أن يعرف المسيح. تأثرت نفسه بشدة، فسأل: **”يا معلم، ماذا لو سقطنا مرة أخرى في الخطية بعد أن عرفنا الحق؟ هل نستحق الغفران؟”**
ابتسم يوحنا بحنان، وعيناه تلمعان برجاء الإنجيل: **”يا ابني، إن قلنا إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا. ولكن إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم.”**
ساد صمت عميق في المكان، ثم همس أحد النساء، اسمها مرثا، **”لكن كيف نعرف أننا حقاً في النور؟”**
أجاب يوحنا: **”إن حفظنا وصاياه، وعشنا في المحبة كما أحبنا هو، حينئذ نعلم أننا نثبت فيه وهو فينا. من يقول إنه يعرفه ولا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه. أما من يمشي كما مشى المسيح، فهذا يكون تلميذاً حقيقياً.”**
وبينما كانت الشمس تغرب خلف جبال أفسس، مطلقة أشعتها الذهبية الأخيرة، شعر الجميع بسلام عجيب يملأ قلوبهم. لقد تذكروا كلمات الرب يسوع، وكيف غسل أقدام تلاميذه، وكيف مات من أجلهم، ثم قام منتصراً على الموت.
**”لا تخافوا، أيها الأحباء،”** ختم يوحنا حديثه، **”لأن محبة الله أقوى من خطايانا، ونوره ينتصر على كل ظلمة. اثبتوا فيه، لئلا تأتي ساعة تجدون فيها أنفسكم خارج نوره الأبدي.”**
وهكذا انصرف الجميع، وكل واحد يحمل في قلبه يقيناً جديداً: أن الله نور، وليس فيه ظلمة البتة. ومن يسير في النور، فإن دم ابنه يسوع المسيح يطهره من كل إثم، ويجعله ابناً للنور إلى الأبد.
**”هذا هو الرسول الذي نكرز به لكم: أن الله نور، وليس فيه ظلمة البتة.”** — ١ يوحنا ١:٥