**قصة مزمور ٨٥: نعمة الله ورحمته في أرض يهوذا**
في الأيام الغابرة، عندما كانت مملكة يهوذا تعاني من ضيق شديد بسبب خطايا شعبها، التفتوا إلى الرب بقلوب منكسرة. لقد كانوا قد عانوا من الغزو والدمار، وأرضهم التي كانت تفيض خيرًا صارت قاحلة. لكن في وسط هذا اليأس، تذكروا مواعيد الله الأمينة، فرفعوا أصواتهم بالصلاة، طالبين رحمته وغفرانه.
وفي هيكل الرب في أورشليم، وقف الكاهن العظيم، صامتًا أمام المذبح، ثم رفع يديه إلى السماء وبدأ يتلو كلمات داود النبي:
**”أَرْضَيْتَ يَا رَبُّ أَرْضَكَ. رَدَدْتَ سَبْيَ يَعْقُوبَ. غَفَرْتَ ذَنْبَ شَعْبِكَ. سَتَرْتَ كُلَّ خَطِيَّتِهِمْ.”**
كانت كلمات المزمور تتردد في أرجاء الهيكل، وكأنها نسمة رحمة تلامس القلوب المتألمة. فتذكر الشعب كيف أن الرب، رغم غضبه على خطاياهم، لم يتركهم إلى الأبد. لقد عاقبهم، لكنه في النهاية غفر لهم وأعادهم من السبي.
وفي تلك الليلة، بينما كان الشعب نائمًا، ظهر ملاك للكاهن في حلم وقال له: **”اسمعوا يا شعب الرب، فقد سمع الله صراخكم. هو يريد أن يفيض برحمته عليكم مرة أخرى. لكن ليكن إيمانكم ثابتًا، ولتكن قلوبكم خائفة من اسمه القدوس.”**
وعندما استيقظ الكاهن، جمع الشعب وأخبرهم بالرؤيا. فابتهج الجميع وبدأوا يصلون بغيرة أكبر، طالبين حضور الرب بينهم. وتكررت كلمات المزمور على ألسنتهم:
**”أَتُغَضِبُنَا إِلَى الدَّهْرِ؟ أَتَمُدُّ غَضَبَكَ إِلَى جِيلٍ فَجِيلٍ؟ أَلَسْتَ أَنْتَ تُحْيِينَا فَنُسَرَّ بِكَ؟ أَرِنَا يَا رَبُّ رَحْمَتَكَ، وَأَعْطِنَا خَلاَصَكَ!”**
وبينما كانوا يصلون، حدثت علامة عظيمة: سحابة من النور غطت الهيكل، وسمعوا صوت الرب يهتف من السماء:
**”إني أسمع لصلواتكم. سأمنحكم السلام، وسأجعل أرضكم تثمر مرة أخرى. لكن احذروا أن تعودوا إلى طرقكم الشريرة. لأني أنا الرب إلهكم، محب للرحمة، لكني قدوس ولا أتساهل مع الخطية.”**
ومنذ ذلك اليوم، تغيرت أحوال يهوذا. عادت الأمطار، واخضرت الحقول، وعاد السلام إلى الأرض. وكان الشعب يرددون بخشوع:
**”الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا. الْحَقُّ مِنَ الأَرْضِ أَشْرَقَ، وَالْبِرُّ مِنَ السَّمَاءِ اطَّلَعَ.”**
لقد تعلموا أن رحمة الله لا تنفد، لكنها تتطلب توبة حقيقية. فمن يقترب منه بقلب منكسر، يجد غفرانًا وبركة لا توصف. وهكذا عاشوا أيامًا مباركة تحت ظل نعمة الله، مسبحين إياه إلى الأبد.
**الخلاصة الروحية:**
مزمور ٨٥ يذكرنا بأن الله غفور ورحيم، لكنه أيضًا قدوس ويطلب من شعبه القداسة. عندما نعود إليه بتوبة صادقة، يمنحنا السلام والبركة. فليكن رجاؤنا دائمًا في رحمته، وليكن خوفنا من خطايانا يقودنا إلى الحياة المقدسة التي ترضيه.