الكتاب المقدس

تحذير الرب لإسرائيل على لسان عاموس (98 حرفًا)

**قصة عاموس ٤: تحذير الرب لشعب إسرائيل**

في تلك الأيام، كان النبي عاموس يرعى غنمه في تَقُوع، جنوبي مملكة يهوذا، عندما ناداه الرب وأرسله إلى مملكة إسرائيل الشمالية ليواجههم بكلام التحذير. كانت إسرائيل تعيش في رخاء ظاهري، لكن قلوبهم كانت مليئة بالخطية والظلم. الأغنياء يستغلون الفقراء، والقضاة يأخذون الرشاوى، والعبادة في بيت إيل أصبحت شكلاً بلا روح، ممزوجة بالكبرياء والفساد.

بدأ عاموس يتكلم بصوتٍ جهوري، كالأسد الذي يزأر من الجبل، قائلاً: “اسمعوا هذا الكلام أيها الأغنياء الذين تسحقون المساكين وتطحنون الفقراء! أنتم تقولون لأنفسكم: ‘متى ينقضي العيد لنبيع الحنطة؟ ومتى ينتهي السبت لنفتح الأسواق؟’ لكن الرب يقول لكم: قد ملأت خطاياكم السماء، وقد سمع صراخ المظلومين!”

ثم أخذ النبي يعدد لهم أعمال الرب التي أرسلها لتوبيخهم، لكنهم لم يرجعوا إليه. قال عاموس: “أرسل الرب عليكم الجوع في كل مدنكم، والعطش في كل قُراكم، لكنكم لم ترجعوا إليه. أرسل نقصاً في الخبز، حتى كان الأطفال يبكون من الجوع، والأمهات يتوسلن لله كي يجدن ما يطعم بهن أبناءهن، لكن قلوبكم بقيت قاسية!”

وتابع النبي بلهجةٍ مليئة بالحزن: “أمسك الرب المطر عنكم قبل موسم الحصاد بثلاثة أشهر، فجفت الأرض وتشقق التراب، والبعل—المطر المتأخر—لم ينزل. ضربت بعض المدن بالمطر، بينما جفت أخرى تماماً، فتهللت وجوهكم حين نزل المطر في أراضيكم، لكنكم لم تتعظوا!”

ثم أضاف: “ضربكم الرب باللفح واليرقات، فالتهمت حصادكم وجففت كرومكم وتينكم. تسابقتم إلى بيوتكم لتجدوا الحقول قد دمرت، والبساتين قد ذبلت، لكنكم لم ترجعوا إلى الرب!”

وزاد النبي قوةً في كلامه: “أرسل الرب عليكم الأوبئة كما حدث في مصر. جعل شبابكم يسقطون بالسيف، وخيولكم تُسبى. جعل رائحة جيوشكم المحطمة تصعد إلى أنوفكم، لكنكم لم ترجعوا إليه!”

وأخيراً، هز عاموس رأسه وقال: “أهلك الرب بعضكم كما أهلك سدوم وعمورة، فصرتم كالجذوة المنتشلة من النار، لكنكم لم ترجعوا إليه! لذلك هكذا يقول الرب: ‘إياي سوف تلقون، يا إسرائيل!’ استعدوا لملاقاة إلهكم، لأنه هو الذي يصنع الروح ويخلق الريح، ويُعلن للإنسان ما هو فكره. هو الذي يجعل الفجر ظلاماً، ويدوس مرتفعات الأرض. اسمه: الرب إله الجنود!”

لكن الشعب استمر في غفلته، فجاءت دينونة الرب عليهم فيما بعد، كما تنبأ عاموس. وهكذا تكون كلمة الرب صادقة، لا تعود إليه فارغة.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *