**قصة من سفر إشعياء: الفصل الثاني عشر**
في يوم من الأيام، بينما كانت الشمس تشرق بلون ذهبي فوق أرض يهوذا، اجتمع الشعب في أورشليم ليسمعوا كلمة الرب. كان النبي إشعياء واقفاً أمامهم، متألقاً بنور الإيمان، وعيناه تشعان برؤى سماوية. بدأ يتحدث بصوت عميق مليء باليقين:
“في ذلك اليوم، ستقولون: أحمدك يا رب، لأنك كنت غاضباً عليّ، لكنّ غضبك قد ارتضى ورحمتني. ها هو الله خلاصي، فأثق ولا أخاف. لأن الرب يهوه قوّتي وترنيمتي، وقد صار لي خلاصاً.”
كانت كلماته كالمطر المنعش على أرض عطشى. تذكر الشعب أيام الضيق التي عاشوها، عندما ابتعدوا عن الرب وعانوا من العواقب. لكن الآن، بعد أن تابوا وعادوا إليه، كان الرب يعدهم بفرح عظيم.
“فتستقون ماءً بفرح من ينابيع الخلاص”، تابع إشعياء، واصفاً كيف سيملأ الرب قلوبهم بالفرح الغامر، كالنهر الجاري الذي لا ينضب. “وتقولون في ذلك اليوم: احمدوا الرب، ادعوا باسمه، عرّفوا بين الشعوب بأعماله، اذكروا أن اسمه قدّوس.”
بدأ الناس يهمسون فيما بينهم، متخيلين ذلك اليوم العظيم. بعضهم رفع يديه نحو السماء، وآخرون بدأوا يسبحون الرب بصوت خافت. شعر الجميع بأن نبوة إشعياء ليست مجرد كلمات، بل وعد إلهي لا بد أن يتحقق.
“رنموا للرب، لأنّه قد صنع عظائم. ليُعلَم هذا في كل الأرض.” زادت حماسة النبي، وامتلأ المكان بجوّ من الترقب المقدس. “اهتفي واصرخي يا ساكنة صهيون، لأن قدوس إسرائيل عظيم في وسطك.”
في تلك اللحظة، شعر الجميع بقرب الرب، كأن مجده يحيط بهم كسحابة من النور. عرفوا أن الخلاص ليس مجرد إنقاذ من الأعداء، بل مصالحة مع الله، وفرح لا يُوصف بوجوده في حياتهم.
وهكذا، انتهى إشعياء من كلماته، لكنّ وعده بقي في قلوب الشعب كبذرة إيمان ستنمو وتثمر. فمنذ ذلك اليوم، بدأوا ينتظرون بلهفة الوقت الذي سيملأ فيه الرب قلوبهم بالفرح، ويجعلهم شهوداً لعظمته بين كل الأمم.
فسبحان الرب القدوس، الذي لا ينسى وعوده، ويبقى أميناً لكل من يتكل عليه.