**قصة راحيل وليئة: الصراع والبركة في بيت يعقوب**
في تلك الأيام، حينما كان يعقوب مقيمًا في أرض حاران، تزوج من الأختين ليئة وراحيل، بنتي خاله لابان. ولكن قلب يعقوب كان متعلقًا براحيل، لأنها كانت جميلة المنظر وحلوة الطباع، بينما كانت ليئة ضعيفة العينين. ومع ذلك، بسبب خداع لابان، دخل يعقوب بليئة أولًا، ثم أخذ راحيل زوجة له أيضًا بعد أن خدم سبع سنين أخرى.
لكن راحيل، التي كانت محبوبة عند يعقوب، وجدت نفسها عاقرًا لا تلد، بينما ليئة أنجبت أولادًا. فاشتعلت الغيرة في قلب راحيل، وصرخت ليعقوب: “هَبْ لي بنين! وإلا أموت!” فغضب يعقوب وقال لها: “أأنا مكان الله الذي منع عنكِ ثمرة البطن؟”
فأعطت راحيل جاريتها بلهاة ليعقوب ليتخذها زوجة، على عادة تلك الأيام، لعل الله يباركها بأبناء منها. فحبلت بلهاة وولدت ليعقوب ابنًا سمته راحيل “دان”، لأنها قالت: “قد داناني الله وسمع صوتي”. ثم ولدت بلهاة ابنًا ثانيًا، فسمته “نفتالي”، وقالت راحيل: “بمصارعة الله صارعت أختي وظفرت”.
أما ليئة، فلما رأت أن راحيل أعطت جاريتها ليعقوب، قدمت جاريتها زلفة زوجة له أيضًا. فولدت زلفة ابنًا سمته ليئة “جاد”، ثم ابنًا ثانيًا اسمته “أشير”، فرحة بالبركة التي نالتها.
وبعد ذلك، حدث أن رأوبين، ابن ليئة البكر، وجد تفاحًا من نبات الأرض في أيام الحصاد، فأتى به إلى أمه. فقالت راحيل لليئة: “هبِ لي من تفاح ابنك!” فأجابتها ليئة: “أليس كفى أنك أخذت زوجي، وتأخذين أيضًا تفاح ابني؟” لكن راحيل أصرت، فباعتها ليئة التفاح مقابل ليلة مع يعقوب. فسمعت ليئة صوت خطوات يعقوب عند دخوله الخيمة، فخرجت إليه وقالت: “إليَّ تدخل، لأني قد استأجرتك بتفاح ابني”. فبات عندها تلك الليلة، واستجاب الله لليئة فحبلت وولدت ابنًا خامسًا ليعقوب، ودعته “يساكر”. ثم ولدت ابنًا سادسًا اسمته “زبولون”. وبعد ذلك، رزقت بابنة اسمها “دينة”.
وأخيرًا، ذكر الله راحيل وفتح رحمها، فحبلت وولدت ابنًا سمته “يوسف”، وقالت: “قد نزع الله عاري”. وطلبت من الله أن يرزقها ابنًا آخر، لكن ذلك كان ينتظر في الأيام المقبلة.
وهكذا، في خضم الغيرة والتنافس بين الأختين، بارك الله بيت يعقوب، وأعطاه اثني عشر ابنًا، الذين صاروا فيما بعد آباء الأسباط الاثني عشر لإسرائيل. ورغم ضعف البشر وخطاياهم، فإن الله كان يعمل قصده العجيب، محوِّلًا الصراع إلى بركة، والغيرة إلى نعمة.