**قصة عيد الفصح والتجديد في شتيم**
في تلك الأيام، عندما كان بنو إسرائيل يسيرون في البرية، أوصى موسى الشعب بكلمات الرب قائلاً: “احفظوا شهر أبيب واعملوا فصحاً للرب إلهكم، لأنه في شهر أبيب أخرجكم الرب إلهكم من مصر ليلاً.” فاجتمع الشعب عند سفح الجبل حيث كان موسى يعلّمهم فرائض الرب وأحكامه.
كان الجوّ لطيفاً، والريح تعصف بخفّة بين الخيام، وحلّ الظلام رويداً رويداً. وقف موسى بثوبه البسيط، وعصاه في يده، وبدأ يشرح لهم كيف يُعدّون الفصح. قال: “اذبحوا الفصح من الغنم والبقر في المكان الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه. لا تذبحوه في أي مكان ترونه، بل في الموضع المقدس.”
كان الشعب يصغي باهتمام، والأطفال يجلسون عند أقدام آبائهم، يتعلّمون العادات المقدسة. تذكر الكبار كيف أنهم، قبل سنوات، ذبحوا الخروف ووضعوا دمه على قوائم أبوابهم في مصر، فنجوا من دينونة الرب. والآن، يعيدون ذكرى تلك الليلة العظيمة.
ثم تابع موسى: “لا تأكلوا معه خميراً. سبعة أيام تأكلون فطيراً، خبز المشقة، لأنكم خرجتم من أرض مصر في عجلة. فتتذكرون كل أيام حياتكم يوم خروجكم من أرض العبودية.” فنظر بعض الشعب إلى بعض، وهم يتذكّرون كيف حملوا عجينهم قبل أن يختمر، وهربوا من فرعون وجنوده.
وفي اليوم التالي، بدأ الجميع بالتحضير. نزعوا كل خمير من خيامهم، حتى الفتات الصغير. وبدأت النساء يعدن الفطير بعناية، بينما اختار الرجال أغناماً سليمة من القطيع لتقديمها ذبيحة. كان الجو مليئاً بالبهجة والخشوع، فالجميع يعلم أن هذا العيد ليس مجرد طقس، بل هو عهد بينهم وبين الله.
وعندما حان وقت الذبيحة، توجه الجميع إلى خيمة الاجتماع. أمسك كل رب أسرة بالخروف، وقدمه للكهنة. سال الدم على المذبح، وتصاعد الدخان كرائحة سرور للرب. ثم جلسوا جماعات، يأكلون اللحم مشوياً مع الفطير والمرّ، كما أوصاهم موسى.
وفي اليوم السابع، اجتمعوا مرة أخرى للاحتفال. رفعوا أصواتهم بالترانيم، وشكروا الرب على نعمته. وتذكّر موسى الشعب قائلاً: “لا يظهر أحد أمام الرب فارغاً. كل واحد يعطي كما يقدر، حسب بركة الرب التي أعطاك.” فقدم الجميع من غلاتهم وأموالهم، فرحين بما أعطاهم الله.
وهكذا مضت الأيام السبعة في الفرح والعبادة. وعندما انتهى العيد، عاد كل واحد إلى خيمته، لكن قلوبهم كانت ممتلئة بالشكر والرجاء. فقد تذكروا خلاص الرب، وتعهدوا أن يعبدوه وحده كل أيام حياتهم.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح الفصح عيداً سنوياً، ينتظره الصغار والكبار، ليحكي كل جيل لقادميه عن عظائم الرب، وكيف أخرجهم من العبودية إلى الحرية، ومن الظلام إلى النور.