الكتاب المقدس

رحلة من اليأس إلى النجاة في مزمور 107 (عدد الأحرف: 45)

**قصة المزامير 107: رحلة من اليأس إلى النجاة**

في قديم الزمان، عندما كان بنو إسرائيل يتجولون في البريّة، واجهوا أوقاتًا عصيبة جعلتهم يصرخون إلى الرب من أعماق قلوبهم. وكانت تلك الصرخات تصل إلى عرش الرحمة، فيستجيب الله لهم بمعجزات تظهر محبته اللامتناهية.

### **الضالون في الصحراء**
كان هناك رجال ونساء ضلّوا طريقهم في صحراء قاحلة، لا ماء ولا طعام. الشمس الحارقة كانت تحرق وجوههم، والأرض الجافة لم تقدم لهم سوى العطش والجوع. أيامًا طويلة ساروا بلا هدف، حتى بدا الموت وكأنه المصير المحتوم. ولكن في لحظة اليأس، تذكروا الرب وصرخوا إليه: “يَا رَبُّ، نَجِّنَا مِنْ هَذَا الْهَلاَكِ!”

فسمع الله صراخهم، وأرسل سحابة تظللهم من الحر، ثم فجّر ينابيع ماء من الصخور، وقادهم إلى مدينة آمنة يسكنون فيها. فرحوا بخلاص الرب، وراحوا يسبحونه قائلين: “اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِحْسَانَهُ إِلَى الأَبَدِ!”

### **المقيدون في الظلام**
وفي مدينة أخرى، كان أناسٌ قد عصوا الله، فسقطوا في أيدي أعدائهم، وسُجنوا في قيود حديدية وظلام دامس. لم يكن هناك نور ولا رجاء، فقط صراخ الألم يملأ الزنازين. ولكن عندما تابوا وصرخوا إلى الرب من أعماق السجن، استجاب لهم.

بمعجزة إلهية، تحطمت الأغلال، وانهارت أبواب السجن، وخرجوا أحرارًا! كان الظلام قد تبدد بنور رحمة الله. فخرّوا على وجوههم شاكرين: “لَقَدْ حَطَّمَ الرَّبُّ قُيُودَنَا، وَنَجَّانَا مِنَ السَّجْنِ! فَلْيُسَبِّحِ اسْمُهُ إِلَى الأَبَدِ!”

### **المرضى الذين شفاهم الرب**
وفي قرية بعيدة، انتشر وباء شديد، فأصاب الكثيرين بالحمى والآلام المميتة. الأطباء عجزوا عن علاجهم، والناس اعتقدوا أن الموت قد اقترب. لكن عندما رفع المرضى أصواتهم إلى السماء طالبين الرحمة، مدّ الرب يده فشفاهم في لحظة.

تحولت آهاتهم إلى ترانيم فرح، وأصبحت دموعهم تسبيحًا: “أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ، وَخَلَّصَهُمْ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ! مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْكِيَ عَجَائِبَ الرَّبِّ؟”

### **البحر الهائج والخلاص العجيب**
وكان هناك بحارة شجعان ركبوا السفن في عرض البحر، لكن فجأة هاجت الأمواج كالجبال، والرياح العاتية كادت تغرقهم. صرخوا إلى الرب في وسط العاصفة، فهدأ البحر بأمره، وساد الهدوء بعد الكارثة.

تعجّب البحارة من قدرة الله، وراحوا يروون قصصهم قائلين: “الرَّبُّ يُسَكِّنُ الْعَاصِفَةَ، وَيُوصِلُنَا إِلَى بَرِّ الأَمَانِ! فَلْيُعْطِهِ الْجَمِيعُ مَجْدَهُ!”

### **الدرس الإلهي**
وهكذا، في كل مرة كان الشعب يمر بضيق، سواء في الصحراء أو السجن أو المرض أو العاصفة، كان الله يسمع صراخهم ويخلصهم. لكن الرب أراد أن يعلمهم درسًا: “مَنْ هُوَ الْحَكِيمُ فَلْيَحْفَظْ هَذِهِ الأُمُورَ، وَلْيَتَأَمَّلْ فِي رَحْمَةِ الرَّبِّ!”

فالحكيم هو من يتذكر دائمًا أن الله قريب من المنكسري القلب، وهو يرفع الصغير من التراب، ويجعل النائحين يرقصون فرحًا. فلتكن حياتنا كلها تسبيحًا لله، لأنه صالح، ورحمته إلى الأبد!

**فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَتْرُكُنَا، وَلَوْ ضَلَلْنَا، فَإِنَّهُ يَهْدِينَا، وَلَوْ سَقَطْنَا، فَإِنَّهُ يَرْفَعُنَا!**

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *