**رؤيا يوحنا: السفر والخروف المذبوح**
في الأيام الأخيرة، إذ كان يوحنا الحبيب، تلميذ المسيح، منفياً في جزيرة بطمس، رأى رؤيا عظيمة من الرب. وفي يوم من الأيام، بينما كان يصلي في الروح، انفتحت السماوات أمام عينيه، فوجد نفسه في العرش الإلهي، حيث مجد الله يملأ كل شيء.
ورأى يوحنا في يمين الجالس على العرش سفراً مكتوباً من الداخل والخارج، مختوماً بسبعة ختوم. وكان ملاك قوي ينادي بصوت عظيم: “مَنْ هُوَ مُسْتَحِقٌّ أَنْ يَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ؟”
لكن لم يستطع أحدٌ في السماء ولا على الأرض ولا تحت الأرض أن يفتح السفر أو ينظر إليه. فبكى يوحنا بكاءً مراً، لأنه لم يُوجد أحد مستحقاً لفتح السفر وقراءته.
فقال له أحد الشيوخ: “لا تبكِ! هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ السَّبْعَةَ!”
وفي تلك اللحظة، نظر يوحنا وإذا في وسط العرش والأربعة الحيوانات والشيوخ، خروف قائم كأنه مذبوح، له سبعة قرون وسبع أعين، هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض. فجاء الخروف وأخذ السفر من يمين الجالس على العرش.
ولما أخذ الخروف السفر، خرَّ الأربعة الحيوانات والأربعة والعشرون شيخاً أمام الخروف، ولهم كل واحد قيثارة وجامات من ذهب مملوءة بخوراً، هي صلوات القديسين. وهم يترنّمون ترنيمة جديدة قائلين:
“مُسْتَحِقٌّ أَنْتَ لأَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ، وَجَعَلْتَنَا لإِلَهِنَا مُلُوكاً وَكَهَنَةً، فَسَنَمْلِكُ عَلَى الأَرْضِ.”
ثم نظر يوحنا وسمع صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ، وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف، قائلين بصوت عظيم:
“مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْخَرُوفُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ!”
وكل خليقة في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وفي البحر، كل ما فيها، سمعتها تقول: “لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ!”
فخرت الأربعة الحيوانات وقالت: “آمِين!” وسجد الشيوخ الأربعة والعشرون وعبَدوا.
وهكذا أعلن الله مجد المسيح، الخروف المذبوح، الذي بدمه افتدى البشر، وصار وحده مستحقاً أن يفتح سفر تدبير الله الأخير. ففي ذلك اليوم، تهللت السماء كلها، لأن الفداء قد اكتمل، والملكوت صار لربنا وإلهنا، وهو سيملك إلى الأبد. آمين.