الكتاب المقدس

رؤيا زكريا: الدرج الطائر والمرأة في الإيفة ودينونة الله

**رؤيا زكريا: الدرج الطائر والمرأة في الإيفة**

في السنة الثانية من حكم داريوس الملك، وفي الشهر العاشر، كان النبي زكريا واقفًا بين يدي الرب، يتلقى رؤى عظيمة تُعلن عن مقاصد الله العجيبة. وفي تلك الليلة، رفع زكريا عينيه فرأى منظرًا غريبًا ومخيفًا: **درجًا طائرًا عظيمًا** يتحرك في الجو!

كان هذا الدرج ضخمًا، طوله عشرون ذراعًا وعرضه عشر أذرع، وكأنه لوح هائل من الرق مكتوب عليه كلمات الله. لكن هذا الدرج لم يكن ثابتًا، بل كان يطير في الهواء بسرعة، يحمله ريح قوية. ففزع زكريا وسأل الملاك الذي كان يفسر له الرؤى: **”ما هذا الذي أراه؟”**

فأجاب الملاك: **”هذه هي اللعنة التي تخرج على وجه كل الأرض! لأن كل من يسرق، وكل من يحلف باسم الرب كذبًا، سوف يُقطع من هذا المكان حسب ما هو مكتوب في هذا الدرج.”**

فهمس زكريا في قلبه: “اللهم ارحم، فالخطية عظيمة، والعقاب شديد!” ثم رأى الملاك يفتح غطاء الدرج، وإذا بداخله **امرأة جالسة**! كانت عيناها شريرتين، وملابسها قرمزية كالدم، وشعرها الأسود يتطاير كالدخان. فصرخ الملاك: **”هذه هي الشر!”** ثم ألقى بها داخل الإيفة (وهي مكيال كبير)، ودفع بغطاء من الرصاص على فمها ليُغلقها داخلها.

فقال زكريا: **”وأين تذهب هذه المرأة؟”** فأجاب الملاك: **”إلى أرض شنعار (بابل)، حيث يُبنى لها بيت، وتُثبت هناك على قاعدة، فتكون عبئًا ثقيلًا على كل من يعبد الأصنام ويتمسك بالشر!”**

فاستيقظ زكريا من الرؤيا مرتعدًا، لكنه فهم أن الله لا يترك الخطية بلا عقاب، وأنه سيطهر أرضه من كل شر. فالدرج الطائر يمثل كلمة الله التي لا تُرد، والمرأة في الإيفة ترمز إلى الشر الذي سيسحق في النهاية. وهكذا تُعلن هذه الرؤيا أن دينونة الله قادمة، لكن رحمته تظل للأتقياء الذين يخافون اسمه.

**فليتكل كل مؤمن على الرب، لأنه سيُبيد الشر ويُقيم ملكوته بالعدل!**

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *