الكتاب المقدس

قصة التكفير عن الخطية في سفر اللاويين

**قصة الذبيحة عن الخطية: من سفر اللاويين 5**

في أيام موسى النبي، عندما كان بنو إسرائيل يسيرون في البرية بعد خروجهم من أرض مصر، أوصى الرب موسى بأن يعلم الشعب شرائعه ووصاياه. وكان من بين هذه الوصايا ما يتعلق بالذبيحة التي يجب تقديمها عندما يُخطئ الإنسان دون أن يدري، ثم يذكر خطيئته.

في أحد الأيام، كان هناك رجل اسمه ألياقيم، من سبط يهوذا، يعيش مع عائلته في خيمة متواضعة بين الجماعة. وكان ألياقيم رجلاً تقياً يحب الرب ويحرص على طاعته، لكنه في غمرة انشغاله بالعمل، نسي أن يطهر نفسه بعد أن لمس جثة حيوان ميت كان قد وجده في الحقل. ولم يدرك خطأه إلا بعد أيام، عندما تذكر كلام الرب لموسى: “مَنْ مَسَّ جُثَّةَ حَيَوَانٍ نَجِسٍ فَهُوَ يَكُونُ نَجِسًا وَيَحْمِلُ ذَنْبَهُ.” (لاويين 5: 2).

فانزعج ألياقيم في قلبه، لأنه علم أنه قد أخطأ دون أن يقصد، وأصبح نجساً أمام الرب. فقام مسرعاً إلى خيمة الاجتماع، حيث كان الكهنة يخدمون، ووقف عند المدخل خاشعاً، منتظراً دوره ليعترف بخطيئته.

وعندما جاء دوره، تقدم إلى الكاهن وقال بصوت مرتجف: “لقد أخطأت يا سيدي، لأني لمست جثة حيوان ميت ولم أتنقَّ، والآن قد تذكرت، وأنا آتٍ لأقدم ذبيحة عن خطيتي.”

فنظر الكاهن إليه بعينين حكيمتين، ثم قال: “الرب غفور رحيم، وهو يعلم أن الإنسان قد يخطئ دون أن يشعر. والآن، لكي تُغفر خطيتك، عليك أن تأتي بذبيحة، إما بخروف أو معزى من الضأن، أو إن كنت فقيراً، فيكفي أن تأتي بيمامتين أو فرخي حمام.”

وكان ألياقيم رجلاً بسيطاً، لا يملك الكثير، فأحضر معه زوجاً من فرخي الحمام. ثم وضع الكاهن إحدى الطيرين ذبيحة خطية، والأخرى محرقة، حسب ما أمر به الرب. ورفع الكاهن الدم ورشه على جانب المذبح، بينما أحرق الجسد كرائحة سرور للرب.

وبعد أن أكمل الكاهن التكفير، شعر ألياقيم براحة عظيمة في قلبه، لأنه علم أن الرب قد غفر له. ثم خرج من خيمة الاجتماع ممتلئاً بالسلام، وعاهد نفسه أن يكون أكثر حذراً في المستقبل، لئلا يقع في الخطية مرة أخرى.

وهكذا علم بنو إسرائيل أن الرب قد شرع هذه الذبائح ليس لكي يعاقبهم، بل ليرشدهم إلى التوبة والطهارة، لأنه إله رحيم، غفور، يحب أن يطهر شعبه من كل إثم.

**الخلاصة:**
تُظهر هذه القصة كيف أن خطايا الإنسان، حتى تلك التي تكون دون قصد، تحتاج إلى توبة وتكفير. لكن الله في رحمته قد هيأ الطريق للمغفرة، سواء بالذبائح في العهد القديم، أو بذبيحة المسيح الكاملة في العهد الجديد، التي تُطهّرنا من كل خطية.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *