الكتاب المقدس

اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد

**قصة من سفر التثنية: “اسمع يا إسرائيل”**

في تلك الأيام، عندما كان بنو إسرائيل يقفون على حدود أرض الموعد، بعد أربعين سنة من التيه في البرية، تجمّع الشعب حول موسى، النبي العظيم، الذي كلّمه الرب وجهًا لوجه. كانت لحظة مهيبة، حيث وقف الشيوخ والرجال والنساء والأطفال، ووجوههم تتجه نحو جبل حوريب حيث أُعطي الناموس منذ سنوات. كانت الشمس تميل نحو الغروب، وصمتٌ عميق يخيم على الجمع، بينما رفع موسى صوته ليعلن كلمة الرب.

بدأ موسى كلامه قائلًا: **”اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد. فتحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قوتك.”** (تثنية ٦: ٤-٥). كانت كلماته ثقيلة كالرصاص، تنفذ إلى الأعماق. نظر إلى العيون المليئة بالإيمان والتوق، وتذكّر كيف أنقذهم الرب من عبودية مصر، وسار بهم في عمود من نارٍ وسحاب، وأطعمهم المنّ من السماء.

ثم تابع موسى: **”ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك. وقصّها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم.”** (تثنية ٦: ٦-٧). رسم بيديه في الهواء، وكأنه يربط الكلمات بحبالٍ غير منظورة حول أعناقهم، لئلا ينسوها.

وتحدّث عن أهمية أن تُكتَب هذه الوصايا على قوائم الأبواب وعلى الأبواب نفسها، ليراها الجيل بعد الجيل. **”لكي تطول أيامك على الأرض التي أقسم الرب لآبائك أن يعطيها لهم.”** (تثنية ٦: ٢). كانت الأرض الموعودة، أرض تفيض لبنًا وعسلًا، تنتظرهم، لكنها تحتاج إلى قلوبٍ مخلصة، لا تنحرف وراء آلهة أخرى.

وبينما كان موسى يتكلم، تذكّر الشعب كيف غضب الرب عليهم حين عبدوا العجل الذهبي، وكيف عاقب الجيل السابق ألا يدخلوا الأرض. فخافوا في قلوبهم، وعزموا أن يُعلّموا أولادهم محبة الرب وطريقه.

وانتهى موسى كلامه قائلًا: **”الرب إلهنا الرب واحد. فتحب الرب إلهك بكل قلبك.”** وردّد الشعب خلفه هذه الكلمات، كأنها نشيد مقدس يتجاوب في الأودية. ثم انصرفوا إلى خيامهم، والكلمات محفورة في صدورهم، عازمين أن ينقلوها إلى الأجيال القادمة، حتى لا ينسوا أبدًا من هو الرب، وما صنعه من أجلهم.

وهكذا، أصبحت هذه الوصية أعظم وصية في إسرائيل، تتناقلها الأجيال، وتُعلّم في المجامع، وتُكتَب على الجباه والذراعين، تذكارًا أبديًا لمحبة الرب وإخلاصه لشعبه.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *