**قصة بيت الصلاة للجميع**
في أيام أشعياء النبي، كان هناك شعبٌ يعيش في ظلامٍ روحي، يظنون أن رحمة الله محصورة في فئةٍ دون أخرى. لكن الله أراد أن يعلن حقيقةً عظيمة: بيت الصلاة مفتوحٌ لكل من يطلب الرب بإخلاص، بغض النظر عن أصله أو ظروفه.
### **الرؤيا الإلهية**
في أحد الأيام، بينما كان أشعياء يصلي في هيكل الرب، امتلأ قلبه برؤيا إلهية. رأى السماء مفتوحة، وسمع صوت الرب يقول:
*”احفظوا الحقَّ واعملوا العدل، لأن خلاصي قريبٌ ليأتي، وبرّي ليتجلى. طوبى للإنسان الذي يصنع هذا، ولبني آدم الذين يتمسكون به، الذين يحفظون السبت فلا يدنسونه، ويحفظون أيديهم من فعل كل شر.”*
تلك الكلمات ملأت قلب أشعياء بالفرح، لأنه فهم أن الله لا ينظر إلى الظاهر، بل إلى القلب. لكن الرب كشف له أكثر:
*”ولا تقولن الغريب الذي التصق بالرب: إن الرب قد أفرزني عن شعبه. ولا تقول الخصي: ها أنا شجرة يابسة. لأن هكذا قال الرب للخصيان الذين يحفظون سبوتي ويختارون ما يسرّني ويتمسكون بعهدي: إني أعطيهم في بيتي وفي أسواري نصيباً واسمًا أفضل من البنين والبنات. أعطيهم اسمًا أبديًا لا ينقطع.”*
### **قصة الغريب الذي التصق بالرب**
في تلك الأيام، كان هناك رجلٌ اسمه **أحيرام**، من أرض بعيدة، من نسل الأمم. سمع عن إله إسرائيل العظيم، فترك عبادة الأصنام وقرر أن يتبع الرب. لكن بعض اليهود كانوا ينظرون إليه باستخفاف، قائلين: “ماذا يريد هذا الغريب هنا؟ هل يعتقد أنه يمكن أن يكون جزءًا من شعب الله؟”
ذات يوم، بينما كان أحيرام واقفًا خارج الهيكل يحمل قلبًا منكسرًا، رأى أشعياء النبي مقبلاً نحوه. تقدم إليه بخوف وقال: “يا رجل الله، أيمكن لِمثلي أن يقترب من الرب؟” فنظر إليه أشعياء بعينين ملؤهما نور الإلهي وقال: “اسمع كلمة الرب: *الغرباء الذين يلتصقون بالرب ليعبدوه ويحبوا اسمه ليكونوا له عبيدًا، كل الذين يحفظون السبت فلا يدنسونه ويتمسكون بعهدي، فإني آتي بهم إلى جبل قدسي وأفرحهم في بيت صلاتي. فإن بيتي يُدعى بيت الصلاة لجميع الشعوب.*”
ارتجف أحيرام من الفرح، لأن الله قبل توبته وأشركه في بركاته.
### **قصة الخصي الأمين**
وفي مدينة أورشليم، كان هناك خصيٌ اسمه **نتنئيل**، يعمل في خدمة الملك. كان تقيًا يحب كلمة الرب ويحفظ وصاياه، لكنه حزن لأنه لن يكون له نسلٌ في إسرائيل. وفي ليلةٍ من الليالي، ظهر له ملاك الرب وقال: “لا تقل في قلبك إنك شجرة يابسة، لأن الرب يقول: *للخصيان الذين يختارون ما يسرني، سأعطيهم نصيبًا في بيتي أبديًا، وسيكون اسمهم مباركًا إلى الأبد.*”
وفي اليوم التالي، التقى نتنئيل بأشعياء النبي، الذي أخبره بنفس الكلمات. فسجد نتنئيل للرب وشكر، لأنه فهم أن الله يعطيه نعمة أعظم من البنوة الجسدية: بنوة روحية في ملكوت السماوات.
### **بيت الصلاة لجميع الشعوب**
جمع أشعياء الشعب وأعلن لهم كلمة الرب:
*”يا شعبي، اسمعوا! الرب يدعو كل الأمم إلى نوره. ليس المقبول عند الله من ينتمي إلى سلالة معينة، بل من يأتي إليه بإيمان. سيأتي يومٌ يجتمع فيه المصريون والآشوريون، والأغنياء والفقراء، والأصحاء والضعفاء، في بيت واحد ليسبحوا الرب معًا.”*
ثم أضاف: *”الساكن في السموات يرى كل قلبٍ منكسرٍ ويتقبله. فافتحوا أبوابكم للغرباء، لأن الله يريد أن يملأ بيته من كل أمةٍ وقبيلةٍ ولسان.”*
### **ختام الرؤيا**
ومن ذلك اليوم، بدأ الكثيرون من الأمم يقبلون إلى الرب، واليهود يتعلمون أن محبة الله أوسع من حدودهم. وهكذا تحققت نبوة أشعياء:
*”يقول السيد الرب، جامع منفيي إسرائيل: بعد ذلك أجمع إليه آخرين غير المجموعين إليه.”*
فصار بيت الرب حقًا بيت صلاةٍ للجميع، حيث يجد كل مؤمنٍ رحمةً وقبولاً، ليس بسبب نسبه، بل بسبب إيمانه بالله الحي.