الكتاب المقدس

قصة دانيال الحكيم والتاجر الغني أليفاز

**قصة الحكيم دانيال والتاجر الغني**

في أيام قديمة، في مدينة دمشق العريقة، كان هناك رجل حكيم يُدعى دانيال. كان معروفًا بين الناس بتقواه وحكمته التي استقاها من كلام الرب. وفي أحد الأيام، بينما كان دانيال جالسًا عند بوابة المدينة، رأى تاجرًا ثريًا يُدعى أليفاز يقترب بفخر، محاطًا بخَدَمِه وحمولته الثمينة.

كان أليفاز مشهورًا بثرائه الفاحش، لكنه كان بخيلًا وظالمًا في تعاملاته. كان يغش في الموازين، ويستغل حاجة الفقراء، ويبتز التجار الصغار ليحصل على أرباح طائلة. وعلى الرغم من ثروته، لم يكن يخاف الله، بل كان يفتخر بذكائه الماكر.

وفي الوقت نفسه، كان هناك رجل فقير يُدعى عاموس، يعمل بجد في حقله الصغير، وكان يقدم عُشْرَ محاصيله للهيكل، ويُحسن إلى جيرانه رغم ضيق حاله. كان عاموس يثق بالرب، ويعلم أن **”ميزان الغش رجسٌ عند الرب، لكن الوزن الكامل رضاه”** (أمثال 11: 1).

ذات يوم، تعرض عاموس لمحنة عندما احتاج إلى بيع جزء من أرضه لسداد دين. فذهب إلى أليفاز طالبًا منه قرضًا بفائدة معقولة، لكن التاجر الغني خدعه وفرض عليه فائدة باهظة، بل واستولى على أرضه عندما عجز عن السداد. حزن عاموس، لكنه لم يفقد إيمانه، بل صلى إلى الرب طالبًا العدل.

ورأى دانيال ما حدث، فذهب إلى أليفاز ونصحه قائلًا: **”الغنى لا ينفع في يوم السخط، أما البر فينجي من الموت”** (أمثال 11: 4). لكن أليفاز سخر منه وقال: “حكمتك لن تطعمك خبزًا! أنا أمتلك الذهب والفضة، فمن يستطيع أن يضرني؟”

ولكن الرب كان يراقب. ففي تلك الليلة، هبّت عاصفة شديدة على المدينة، فانهار مخزن أليفاز الذي كان مليئًا بالبضائع المسروقة، واحترق كل ما جمعه بالظلم. بينما نجا عاموس، لأن بيته كان متواضعًا ولكنه مبنياً على البر.

وفي الصباح، وجد أليفاز نفسه مفلسًا، فذهب إلى دانيال طالبًا النصيحة. فقال له الحكيم: **”من يتكل على غناه يسقط، أما الصدّيقون فينبتون كالورق الأخضر”** (أمثال 11: 28). ندم أليفاز على خطاياه، وتعلم أن **”ثمرة البر شجرة حياة، والفاتك النفوس خائن”** (أمثال 11: 30).

ومن ذلك اليوم، تاب أليفاز وعاش حياة التقوى، وساعد الفقراء كما ساعد عاموس، فباركه الرب. وهكذا تحققت كلمات الحكيم: **”ببرّ الأتقياء تنجو المدينة، وبفم الأشراف تنهدم”** (أمثال 11: 11).

**الخلاصة:**
تعلم أهل المدينة أن البرّ خير من الغنى الزائل، وأن **”من يزرع شرًا يحصد بلية”** (أمثال 11: 18)، أما من يثق بالرب، فينال رضاه ونعمته إلى الأبد.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *