الكتاب المقدس

مزمور ٣٣ تسبيح للرب الخالق والضابط الكل

**قصة مزمور ٣٣: تسبيح للرب الخالق والضابط الكل**

في قديم الأيام، حين كانت شعوب الأرض تتقلب بين الظلمة والنور، وقف رجال أتقياء في هيكل الرب يرفعون أصواتهم بالفرح والابتهاج. كانوا يعلمون أن الرب هو الإله الحقيقي، خالق السماء والأرض، الضابط الكل، الذي يحفظ كل من يتكل عليه. وكانت كلمات داود النبي، التي دوّنها في مزموره الثالث والثلاثين، تتردد في أروقة الهيكل، تملأ القلوب إيمانًا والشفاه تسبيحًا.

### **فرحوا أيها الصديقون بالرب**
في أحد الأيام، اجتمع المؤمنون في ساحة الهيكل، وحولهم المصليات المزينة بالزهور وأباريق الذهب اللامعة تحت أشعة الشمس. رفع أحد اللاويين صوته قائلًا: “اِفرحوا أيها الصديقون بالرب! للمستقيمين يليق التسبيح!” فانضم الجميع إليه، وعزفوا على القيثارات والعيدان، ودقّوا الدفوف، وملأ المكان ترنيمات الفرح. كان صوتهم كشلالات مياه متدفقة، عاليًا نقِيًا، يخترق السحاب ويرتفع إلى عرش الله.

### **كلمة الرب وخلقه العجيب**
وقف شيخ حكيم بين الجمع، وعيناه تلمعان بحكمة السنين، وقال: “أيها الأحباء، اسمعوا كلمة الرب! فهو تكلّم فكانت السماوات، وأمر فظهرت الكواكب. جمع مياه البحار كأنها في كفّ، وخزّن أعماق المحيطات في مستودعاته.” فحدّق الحاضرون نحو السماء الزرقاء، حيث النجوم تتلألأ كالجواهر، وتذكروا كيف أن الرب بنى الكون بكلمة منه. حتى الرياح التي تهبّ من الشمال والجنوب، والشمس التي تشرق كل صباح، كلها تخضع لأمره.

### **الرب ينظر من السماء**
ثم تقدمت امرأة تقية، اسمها “حَنّة”، وقالت بصوت خافت لكنه مليء باليقين: “يا إخوتي، الرب ينظر من السماء، يرى جميع بني البشر. من عرشه المقدس، يطّلع على كل ساكني الأرض. هو الذي يصوّر قلوبهم جميعًا، وهو الذي يفهم كل أعمالهم.” فسكت الجميع لحظة، وشعروا بوقار عظيم، لأنهم أدركوا أن الله يعرف خفايا النفوس، ويُميّز بين الخطاة والأبرار.

### **ملوك الأرض لا ينالون خلاصًا بقوتهم**
وبينما هم يتأملون، قام شاب اسمه “ألياقيم”، وكان قد عاش في بلاط الملك ورأى جيوشًا عظيمة وخيولًا قوية، فقال: “لقد رأيت الملوك والأبطال يتباهون بجيوشهم، ويظنون أن خلاصهم بقوة السيف. لكن الرب يحطّم مشورة الأمم، ويبطل أفكار الشعوب. أما مشيئة الرب فتثبت إلى الأبد.” فابتسم الشيوغ approvingly، لأنهم عرفوا أن القوة الحقيقية ليست في السلاح أو العدد، بل في اتكال القلب على الرب.

### **نفسنا تنتظر الرب**
وأخيرًا، رفع الكاهن الأكبر يديه للصلاة، وقال: “يا رب، لقد وضعنا رجاءنا فيك، لأنك أنت درعنا ومعيننا. نفسنا تنتظرك، فأنت تنجي الذين يتقونك. فليكن رحمتك علينا، كما انتظرناك من قديم الأيام.” فسجد الجميع بخشوع، وشعروا بسلام يملأ قلوبهم، كالندى الهادئ على الحقول في الفجر.

وهكذا، انتهى اليوم بتسبيح عظيم، وعاد كل واحد إلى بيته، حاملاً في قلبه يقينًا أن الرب راعيه، وأن كل من يتكل عليه لا يُخزى إلى الأبد.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *