الكتاب المقدس

قصة ألياقيم وبركات الله العجيبة في مزمور ٦٥

**قصة مزمور ٦٥: بركات الله العجيبة**

في قديم الأيام، حين كانت الجبال الشامخة تُسبِّح خالِقها، والبِحار الهائجة ترفع أصواتها كالمرنمين، كان هناك رجل تقي اسمه ألياقيم، يسكن في قرية صغيرة عند سفوح جبل صهيون. كان ألياقيم يُحب الله من كل قلبه، ويُكثر من الصلاة والتسبيح، خاصة في وقت الغروب، حين تتحول السماء إلى لوحة من الذهب والأرجوان.

وفي أحد الأيام، بينما كان ألياقيم جالسًا عند حقل القمح الخاص به، تأمل في عظمة الله وكرمه. تذكر كيف أن المطر الغزير الذي نزل في الربيع قد جعل الأرض تبتسم خضرةً، وكيف أن النهر الصغير الذي يمر بجانب القرية لم ينضب أبدًا، رغم سنوات الجفاف التي مرت على القرى المجاورة. فرفع عينيه إلى السماء وقال:

**”يا رب، أنت مُستحق التسبيح في صهيون، ولك يُوفى النذر. أنت الذي تسمع الصلاة، فإليك يأتي كل بشر!”**

وفي تلك الليلة، رأى ألياقيم حلمًا عجيبًا. رأى نفسه واقفًا على شاطئ بحر واسع، والأمواج تُنشد تسبيحًا لا ينقطع. ثم سمع صوتًا كالرعد، لكنه كان صوتًا مليئًا باللطف، يقول:

**”أنا أمسكتُ هيجان البحار وزبد أمواجها. أنا الذي أُعطي الأرض حنطتها، وأملأ مخازنها خيرًا.”**

وعندما استيقظ ألياقيم، شعر بقلبٍ مفعم بالفرح. خرج إلى حقله فوجده قد امتلأ بسنابل القمح الذهبية، أكثر من أي عام مضى. حتى الجبال المحيطة بالقرية بدت وكأنها ترتدي ثوبًا جديدًا من الخضرة والجمال.

اجتمعت القرية كلها لترى هذا البركة العجيبة. فسألوا ألياقيم: “كيف حصلت على هذه الغلة الوفيرة؟” فأجابهم بهدوء:

**”الله هو الذي يزور الأرض ويُغنيها. يُعدّ غلّتها، ويُسرّب المياه في أثلامها. ينزل المطر فتُخصب الأرض، وتُباركها يد الرب.”**

ومن ذلك اليوم، تعلم أهل القرية أن البركة الحقيقية تأتي من تسبيح الله والشكر له. فأخذوا يجتمعون كل يوم جمعة عند حقل ألياقيم، يرفعون أصواتهم بالمزامير، ويشكرون الله على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى.

وهكذا، أصبحت قرية ألياقيم مثالًا للبركة، لأنها عرفت أن **”تاج السنة من جود الله، وآثار خطواته تقطر دسمًا!”**

**الخاتمة**
لقد رأى ألياقيم وقومه أن الله هو مصدر كل عطية صالحة، وأن تسبيحه يفتح أبواب السماء. فهل نتعلم نحن أيضًا أن نُسبحه في كل حين، حتى في زمن العُسر، لأنه هو وحده القادر أن **”يُكلل السنة بجوده”**؟

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *