**قصة شفاء المخلّع وتحدي يسوع للتقليد**
في أحد الأيام، كان يسوع يعظ في كفرناحوم، المدينة التي اتخذها مركزًا لخدمته. تجمّع حشد كبير في بيت متواضع، حتى لم يعد هناك متسع حتى للباب. كان الناس يتزاحمون لسماع كلماته التي تحمل السلطان، وليروا عجائبه التي تثبت أنه أكثر من مجرد معلم.
بين الحاضرين، كان هناك أربعة رجال يحملون صديقهم المشلول على سرير. كان هذا الرجل يعاني منذ سنوات، غير قادر على الحركة، مثقلًا بيأس المرض. لكنّ إيمانه بيسوع دفع أصدقائه إلى التصرّف بجرأة. لما رأوا أن الحشد منعهم من الدخول من الباب، صعدوا إلى السطح، وحفروا جزءًا منه، وأنزلوا السرير بحبل أمام يسوع.
توقّف يسوع عن الكلام، ونظر إلى الإيمان العظيم الذي أظهره هؤلاء الرجال. رأى في عيون المخلّع التوق إلى الشفاء، ولكنّه رأى أيضًا حاجة أعمق في قلبه. فقال له: **”يا بُنَيَّ، مغفورة لك خطاياك.”**
في الحال، ارتعش الكتبة والفريسيون الجالسون بين الحاضرين. في داخلهم، كانوا يجادلون: **”لماذا يتكلم هذا هكذا؟ إنه يجدف! من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده؟”**
وعلم يسوع أفكارهم، فسألهم: **”لماذا تُفكّرون بهذا في قلوبكم؟ أَيُّما أيسر: أن يقال للمخلّع مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال قم واحمل سريرك وامشِ؟ ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا…”** ثم التفت إلى المخلّع وقال: **”لك أقول: قم، واحمل سريرك، واذهب إلى بيتك!”**
وفي لحظة، شعر الرجل بقوة تدبّ في عظامه. نهض أمام الجميع، وحمل سريره الذي كان سجنه لسنوات، وخرج وهو يمشي بفرح عظيم. دهش الحاضرون وامتلأوا خوفًا، ومجّدوا الله قائلين: **”ما رأينا مثل هذا قط!”**
أما الكتبة والفريسيون، فازداد قلوبهم قسوة، لأن يسوع تحدّى تقاليدهم وكشف نقائصهم. لكنّ الشعب البسيط رأى في هذا المعجزة علامة على أن ملكوت الله قد اقترب، وأنّ المغفرة والشفاء هبات من لدن الرب.
وهكذا، أظهر يسوع أنه ليس فقط قادرًا على شفاء الجسد، بل أيضًا على تطهير القلب من أثقل أمراضه — الخطية.