**قصة يعقوب 5: الصبر والصلاة وقوة الإيمان**
في أيامٍ مضت، حين كانت كنائس المسيح تنتشر في أرجاء الأرض، اجتمع المؤمنون في مدينةٍ تُدعى “أفسس”، حيث كان يعيش رجلٌ تقيٌ اسمه “أليعازر”. كان أليعازر غنيًا، يمتلك أراضٍ كثيرة ومواشي وفيرة، لكن قلبه كان مليئًا بالمحبة لله وللفقراء. ومع ذلك، لم يكن يعرف أن اختبارًا عظيمًا ينتظره، اختبارًا سيثبّت إيمانه ويعلّم الجميع دروسًا في الصبر والصلاة.
### **الظلم يأتي، والصبر يُجرّب**
في تلك الأيام، كان هناك رجلٌ جشعٌ اسمه “ديماس”، وهو من أغنياء المدينة أيضًا، لكن قلبه كان قاسيًا ومحبًا للمال. رغب ديماس في الاستيلاء على أرض أليعازر، فدبّر مؤامرة مع قضاة فاسدين، واتهم أليعازر زورًا بأنه سرق أموالًا من الهيكل. وبالرغم من براءة أليعازر، حكم القضاة عليه بمصادرة أملاكه وطرده من المدينة.
حزن أليعازر كثيرًا، لكنه تذكر كلمات الرسول يعقوب: **”اِصْبِرُوا إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ. هُوَذَا الْفَلاَّحُ يَنْتَظِرُ ثَمَرَ الأَرْضِ الثَّمِينَ، مُتَأَنِّيًا عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ.”** (يعقوب 5: 7). فقرر أن يتحلّى بالصبر، مؤمنًا أن الله لن يتركه.
### **الصلاة تشقّ السماوات**
خرج أليعازر من المدينة حاملاً معه قليلًا من الخبز والماء، متجهًا إلى الجبال حيث كان يعيش بعض النسّاك الأتقياء. هناك، ركع على حجرٍ وصلى بحرارة: **”يا رب، أنت العادل، وأنت تعلم أني لم أظلم أحدًا. سامح أعدائي، وليكن بحسب مشيئتك.”**
وفي الليل، بينما كان نائمًا، رأى حلمًا. ظهر له ملاك الرب وقال: **”لا تخف يا أليعازر، لأن صلواتك قد صعدت أمام عرش النعمة. سوف يردّ الرب لك حقك، وسوف يفضح الظالمين.”**
وبالفعل، بعد أيامٍ قليلة، مرض ديماس مرضًا شديدًا، وبدأ يعاني من آلامٍ مبرحة. حينها، تذكر كلام يعقوب: **”أَمْوَالكُم قَدْ عَثُنَتْ وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا الْعُثّ. ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُم قَدْ صَدِئَا، وَصَدَؤُهَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ وَيَأْكُلُ لَحْمَكُمْ كَنَارٍ!”** (يعقوب 5: 2-3). فندم ندماً شديدًا، وأرسل رسلًا يبحثون عن أليعازر ليعيدوا إليه كل ما سلبوه.
### **الشفاء بقوة الصلاة**
عاد أليعازر إلى المدينة، حيث وجد ديماس على فراش الموت. بدلًا من أن يفرح بمعاناته، ركع أليعازر وصلّى من أجله: **”يا رب، اشفِ هذا الرجل، وسامحه كما سامحتني.”**
وفجأة، ارتفعت حُمّى ديماس، وقام من فراشه صحيحًا. فاندهش الجميع، وتذكروا قول الكتاب: **”صَلاةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ.”** (يعقوب 5: 15).
### **التوبة والعودة إلى الرب**
اعترف ديماس بخطاياه أمام الجميع، وردّ لأليعازر أضعاف ما أخذه منه. ثم نادى على كل الفقراء والمظلومين في المدينة، ووزّع عليهم أمواله قائلًا: **”الغنى الحقيقي هو غنى الإيمان، وكل ما عندنا هو من الرب.”**
ومن ذلك اليوم، عاش الجميع في سلام، متذكرين كلمات يعقوب: **”اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا.”** (يعقوب 5: 16).
وهكذا، تعلم الجميع أن الصبر والصلاة هما سلاح المؤمن، وأن الله لا يتخلّى عن أتقيائه أبدًا.