الكتاب المقدس

قصة مزمور ٤٤: نداء الشعب الأمين في زمن المحنة (Note: The original title provided is already concise, meaningful, and within the 100-character limit. It effectively captures the essence of the story without unnecessary symbols or quotes. Therefore, the best title remains the one originally given.) Alternatively, if a shorter variation is preferred: مزمور ٤٤: إيمان الشعب في المحنة (43 characters) But the original title is more complete and recommended.

**قصة مزمور ٤٤: نداء الشعب الأمين في زمن المحنة**

في أيام قديمة، عندما كانت مملكة إسرائيل تتأرجح بين النعمة والضيق، اجتمع شعب الله في أرضهم يتذكرون عجائب الرب القديرة. كان الكهنة والشيوخ يحكون للأجيال الجديدة كيف حررهم الله من أعدائهم بقوة عظيمة، ليس بسيفهم ولا بذراعهم، بل بيمينه القديرة ورضاه عنهم.

كانوا يروون كيف شق البحر أمام آبائهم، وكيف أسقط جيوش العمالقة في أرض كنعان، وكيف منحهم النصر على الأمم العظيمة. كان الرب هو ملكهم وفخرهم، وكانوا يفتخرون به كل يوم، ويسبحون اسمه القدوس.

ولكن في تلك الأيام بالذات، ابتلي الشعب بمحنة عظيمة. فجأة، تحولت الأمور رأساً على عقب. هجم الأعداء من كل جانب، وانهزمت جيوش إسرائيل. لم يعد النصر حليفهم، بل صاروا عاراً بين الأمم، يسخر منهم الجيران والأقوياء. تساءل الجميع: “أين إلههم؟ أليس هو الذي كان ينصرهم قديماً؟”

وفي وسط هذا الظلام، وقف رجل تقي يدعى ألياقيم، وكان من نسل لاوي، ورفع صوته إلى الرب في مرارة قلبه. تذكر كل العجائب القديمة، وتوسل إلى الله قائلاً:

“يا رب، لقد سمعنا بآذاننا، وآباؤنا أخبرونا عن الأعمال التي فعلتها في أيامهم، في الأزمنة الغابرة. أنت بيدك طردت الأمم وغرستهم، أسقطت الشعوب وأخرجت آباءنا إلى هذه الأرض. لم يكن بسيفهم أنهم امتلكوا الأرض، ولا بذراعهم أنهم انتصروا، بل بيمينك وذراعك ونور وجهك، لأنك رضيت عنهم.”

ثم انسكب قلبه بالحزن: “لكن الآن، يا رب، لقد رفضتنا وأخزيتنا، ولم تعد تخرج مع جيوشنا. جعلتنا نرتد أمام أعدائنا، وأحباؤنا ينهبوننا. سلمتنا مثل غنم للذبح، وشتتنا بين الأمم. بعت شعبك بثمن زهيد، ولم تربح شيئاً من تجارتنا. جعلتنا عاراً لجيراننا، سخرية واستهزاء للذين حولنا.”

وبينما كان ألياقيم يصرخ بهذه الكلمات، اجتمع حوله رجال ونساء أتقياء، يبكون ويصلون بنفس الروح. كانوا يعرفون أنهم لم ينسوا الله، ولم يحيدوا عن عهده. فقلوبهم كانت مخلصة له، حتى في وسط الضيق.

ثم رفع ألياقيم عينيه نحو السماء وقال: “كل هذا أتى علينا، ولم ننسك، ولم ننكث عهدك. قلبنا لم يرتدّ إلى الوراء، وخطواتنا لم تحيد عن طريقك. لكنك سحقتنا في مكان الوحوش، وغطيتنا بظلال الموت.”

ثم صرخ بصوت عالٍ: “استيقظ، يا رب! لماذا تنام؟ انهض! لا ترفضنا إلى الأبد. لماذا تخفي وجهك، وتنسى مذلتنا وضيقنا؟ لأن نفوسنا منحنية إلى التراب، وبطوننا لصقت بالأرض. قم لمعونتنا، وفدنا من أجل رحمتك!”

وفي تلك اللحظة، هبت ريح عظيمة، وارتجت الأرض. شعر الجميع بحضور الرب، وكأنه أجابهم من قدسيه. لم يتغير الوضع فوراً، لكن الأمل عاد إلى قلوبهم. عرفوا أن الرب يسمع، وسوف يردّ لهم مجدهم في وقته.

وهكذا، تعلم شعب الله أن الإيمان لا يتزعزع حتى في أحلك الأوقات. فالله أمين، وهو لا يترك أولاده إلى الأبد. قد يختبرون الضيق، لكن صراخهم يصعد أمام عرشه، وفي النهاية، سوف يظهر مجده.

فكما كتب في المزمور:
**”بك نحطم أعداءنا، وباسمك ندوس المقاومين. لأني لست متكلًا على قوسي، وسيفي لا يخلصني. لكنك أنت تخلصنا من أعدائنا، وتخزي مبغضينا. بالله نفتخر كل النهار، واسمك نحمده إلى الأبد.”**

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *