الكتاب المقدس

قصة مزمور 12 صلاة الأتقياء في زمن الرياء

**قصة مزمور ١٢: صلاة الأتقياء في زمن الرياء**

في أيامٍ قديمة، حين كانت أورشليم تعاني من ظلمة الخطيئة والغش، ارتفعت أنين الأتقياء إلى السماء. كان الزمان زمانًا صعبًا، حيث انتشر الكذب مثل النار في الهشيم، وتضاءلت الأمانة بين الناس. اختفى الصادقون كأنهم نادرون، وأصبح الكلام المزيف هو لغة الشوارع والأسواق.

كان هناك رجل تقي يُدعى ألياقيم، يسكن في أحد أحياء المدينة القديمة. كان رجلاً بسيطًا، يعمل في النجارة، ويُصلّي كل صباح ومساء. لكن قلبه كان مثقلًا بما رآه حوله. رأى التجار يغشون الموازين، ورأى الأغنياء يظلمون الفقراء، ورأى الأقوياء يتكلمون بكبرياء وكذب. حتى الأصدقاء والأقرباء لم يعودوا يُؤتمنون على الكلام.

وفي ليلةٍ مظلمة، بينما كان ألياقيم جاثيًا في زاوية بيته المتواضع، رفع صوته إلى الرب: **”يا رب، خلّصنا، لأن الأتقياء قد قلّوا، والأمناء قد انقرضوا من بين البشر! الكل يتكلم بالزيف، بشفاه مزدوجة وقلوب خادعة!”**

كانت دموعه تسيل على لحيته، وشعر كأنه وحيد في هذه المعركة. لكن الرب، الذي لا يغفل عن صلاة المتضايقين، سمع أنينه. وفي هدوء الليل، شعر ألياقيم بحضور إلهي يحيط به، وكأن صوتًا يهمس في روحه: **”الآن سأقوم، يقول الرب، سأضع الخلاص للذي يتنهّد أمام الظلم.”**

وفي اليوم التالي، بينما كان ألياقيم يسير في السوق، سمع ضجة كبيرة. كان أحد التجار الظالمين، الذي اشتهر بغشه للناس، قد وقع في فخ أعماله. كُشف أمره، وانهارت ممتلكاته فجأة. الناس الذين كانوا يخافونه أمس، صاروا يتكلمون بشجاعة عن ظلمه. بدأت كلمات الرب تتحقق: **”أقطع كل شفاه ملساء، وكل لسان يتكلم بالعظائم.”**

ورغم أن الشر بدا منتشرًا، إلا أن ألياقيم رأى علامات النعمة. تعزّى لأنه عرف أن كلام الرب طاهر، كالفضة المُصفّاة في بوتقة الأرض، سبع مرات. الرب يحفظ كلمته، وسينقذ الفقراء والمساكين من جيلٍ ملتوٍ.

وفي النهاية، علم ألياقيم أن الرب لا يتخلى عن أتقيائه. حتى لو طغى الظلم، وحتى لو كثر الكذب، فإن كلمة الإله الحق ستظل نورًا في الظلام. وهكذا، عاد إلى بيته برجاء جديد، مصليًا: **”احفظنا يا رب من هذا الجيل الشرير إلى الأبد!”**

وهكذا، أصبح مزمور داود تذكارًا لكل مؤمن يعيش في زمن الرياء، يذكّره أن الله يسمع، وسينتصف للضعفاء، وسيحفظ كلمته إلى الأبد.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *