**قصة تقسيم فرق الكهنة في أيام داود الملك**
في الأيام التي حكم فيها الملك داود على إسرائيل، عندما استقرت المملكة تحت سلطانه، وهدأت الحروب من حوله، التفت قلبه إلى تنظيم أمور بيت الرب. فقد أراد أن يُرتب خدمة الكهنة واللاويين حسب شريعة موسى، كما أوصى الرب. فجمع داود رئيس الكهنة صادوق، وأبياثار الكاهن، ورؤساء العشائر اللاوية، وبدأوا في الصلاة والاستشارة لمعرفة مشيئة الله في هذا الأمر.
وكان بين الكهنة نسلان عظيمان: نسل ألعازار بن هارون، ونسل إيثامار بن هارون. فوجدوا أن نسل ألعازار قد تكاثر أكثر، فكان لهم ستة عشر رئيس عائلة، بينما كان لنسل إيثامار ثمانية رؤساء فقط. فقال داود: “لنقسّم الخدمة بينهم بالقرعة، حتى لا يكون هناك محاباة، بل كل شيءٍ بعلم الرب.”
فصنعوا قرعتين مقدستين: واحدة لنسل ألعازار، والأخرى لنسل إيثامار. ودعوا الكهنة والشعب ليشهدوا هذا التقسيم المقدس. وجاءت القرعة الأولى ليهوياريب، ثم ليدعيا، ثم لحاريم، ثم لسعوريم، ثم لمليخوثا، ثم لمايين، ثم لهقوص، ثم لأبيّا، ثم ليشوع، ثم لشكنيا، ثم لألياشيب، ثم لياقيم، ثم لحوبة، ثم ليشبآب، ثم لبلجة، ثم لأمّور، ثم لحقير، ثم لحفصيص، ثم لفتحيا، ثم ليهزقيل، ثم لياقين، ثم لجامل، ثم لديليا، ثم لمعزيا.
وهكذا تم تقسيم الكهنة إلى أربع وعشرين فرقة، كل فرقة تتولى الخدمة في بيت الرب أسبوعًا واحدًا، ثم تعود بعد ذلك إلى مدنها لتعليم الشعب ورعايتهم. وكانت كل فرقة تخدم بدورها، فلا يحدث اضطراب أو تنافس، بل كل شيءٍ بنظامٍ ومحبة.
وأمر داود أن يُسجل كل هذا في سجلات الملك، وأن يُعلن في كل إسرائيل، حتى يعرف الجميع مواعيد خدمتهم. ففرح الكهنة بهذا الترتيب، وعلموا أن يد الرب كانت معهم في هذا العمل. وكانت هذه البداية لخدمة منظمة في الهيكل الذي سيبنيه سليمان فيما بعد، حيث سيُقدم البخور والذبائح، وتُرفع الصلوات أمام الرب إلى الأبد.
وهكذا، بقي هذا الترتيب المقدس معمولًا به في أيام الهيكل، ليذكر الشعب دائمًا أن خدمة الرب يجب أن تكون بالروح والحق، وبكل نظامٍ وحكمة.