الكتاب المقدس

حكيم القرية وحقول الزيتون المباركة

**قصة الحكيم وحقول الزيتون**

في قديم الزمان، في قرية صغيرة تتدفأ بشمس فلسطين الدافئة، عاش رجل حكيم يُدعى ألياقيم. كان ألياقيم معروفاً بين أهل قريته بحكمته البالغة ومحبته للناس. كل صباح، كان يجلس تحت شجرة تين عتيقة ليُعلّم الشباب والكهول دروس الحياة مستنداً إلى كلمات سليمان الحكيم في الأمثال.

وفي أحد الأيام، بينما كان ألياقيم يتأمل في قول سليمان: *”اِحْفَظِ الْحِكْمَةَ وَالْمَعْرِفَةَ، فَإِنَّهُمَا يُنْبِتَانِ لِحَيَاتِكَ جَمَالاً وَيُعْطِيَانِ رَأْسَكَ إِكْلِيلَ نِعْمَةٍ”* (أمثال 22:4)، اقترب منه شابٌّ اسمه يوناثان. كان يوناثان نشيطاً وطموحاً، لكن قلبه كان مضطرباً من كثرة الديون التي أثقلت كاهله بسبب إسرافه.

نظر ألياقيم بعينين حنونتين إلى الشاب وقال: “يا بُني، اسمع كلام الحكيم: *”اَلْغَنِيُّ يَتَسَلَّطُ عَلَى الْفَقِيرِ، وَالْمُسْتَدِينُ عَبْدٌ لِلْمُقْرِضِ”* (أمثال 22:7). لقد جعلت نفسك عبداً للفضة حين أسرفت بلا حكمة.”

خجل يوناثان وأقرّ بخطئه، فقرر الحكيم أن يعلمه درساً عملياً. أخذه إلى حقول الزيتون التي ورثها يوناثان عن أبيه، لكنه أهملها بسبب كسله. قال ألياقيم: “انظر! هذه الأشجار المباركة يمكن أن تُخرج لك زيتاً طيباً يغنيك عن الديون، لكنك تطلب الغنى بلا تعب.” ثم أخذ يعلمه كيف يحرث الأرض ويقطع الأغصان اليابسة، قائلاً: *”اِرْمِ الْكَسْلاَنَ عَنْكَ، فَإِنَّ يَدَ الْحَرِيثِ تَجْعَلُكَ تَأْكُلُ مَلِكاً”* (أمثال 22:13).

عمل يوناثان بجدٍّ سنة كاملة، وببركة تعبه، حملت الأشجار ثماراً وفيرةً. باع الزيت وسدد ديونه، بل وأصبح يُطعم الفقراء من فضله. وفي يوم الحصاد، جاء إلى ألياقيم شاكراً: “لقد علمتني أن البركة ليست في المال وحده، بل في الأمانة والعمل.”

ضحك الحكيم وقال: “ألم أقل لك؟ *”اِثْنَانِ يَسْأَلْتُهُمَا فَلَمْ أَرْدُهُمَا: أَنْ أَكُونَ كَاذِباً قَبْلَ مَوْتِي، وَفَقِيراً بِلَا حِكْمَةٍ”* (أمثال 22:20-21). فالحكمة هي الكنز الحقيقي.”

ومن ذلك اليوم، صار يوناثان يُعلّم أولاده وأهل قريته نفس الدروس، ليعيشوا بحكمةٍ ترفع رؤوسهم كإكليل نعمة. وهكذا، انتشرت بركة الأمثال في القرية، وصارت أرضهم مثل جنة عدن، تفيض خيراً وحكمة.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *