الكتاب المقدس

قصة النذر والتكريس في سفر اللاويين

**قصة النذر والتكريس في سفر اللاويين**

في أيام موسى النبي، بعد أن أقام بنو إسرائيل خيمة الاجتماع في البرية، جاءهم كلام الرب بوصايا واضحة عن النذر والتكريس. وكانت هناك قوانين مقدسة تحكم كيف يُكرّس الإنسان نفسه أو أحد أحبائه أو مقتنياته للرب.

في أحد الأيام، جاء رجل من سبط يهوذا اسمه ألياقيم إلى الكاهن، ومعه ابنه البكر، شاول. قال ألياقيم بوقار: “لقد نذرت ابني هذا للرب، ليكون خادمًا في خيمة الاجتماع طوال أيام حياته.” فاستمع الكاهن إلى كلماته باهتمام، ثم تذكر ما أوصى به الرب في سفر اللاويين: “إن نذر إنسان نفسًا للرب، فلتكن له مقادير الفداء حسب السن والجنس.”

فسأل الكاهن ألياقيم: “كم عمر ابنك؟” فأجاب الأب: “له من العمر عشرون سنة.” ففتح الكاهن درجًا من جلد الغزال، فيه سجل الوصايا، وقرأ: “إن كان الذكر بين عشرين وستين سنة، تكون قيمته خمسين شاقل فضة حسب شاقل المقدس.”

فقال ألياقيم: “لكنني لا أريد أن أفتدي ابني، بل أتمم نذري وأتركه يخدم الرب.” فنظر الكاهن إلى شاول فرأى في عينيه إيمانًا وطاعة، فباركه وقال: “ليكن كما نذرت. فليقف ابنك بين الخدام، ويتعلم شريعة الرب.”

وفي الوقت نفسه، جاءت امرأة من سبط لاوي اسمها حَنّة، ومعها حقل ورثته عن أبيها. قالت للكاهن: “لقد نذرت حقلِي للرب.” ففتح الكاهن السفر مرة أخرى وقرأ: “إن نذر إنسان حقله للرب، تكون قيمته حسب زرعه. إذا كان يُزرع زارعًا من الحنطة بثلاثين كيلًا من الشعير، تكون قيمته خمسين شاقل فضة.”

لكن حَنّة أضافت: “أريد أن أقدّم الحقل هبة، لا لأبيعه ولا لأفتديه.” فسجل الكاهن الحقل باسم الرب، وأمر أن يكون من حقول الهيكل، يُزرع ويُجنى غلته لخدمة خيمة الاجتماع.

ومرت الأيام، ورأى بنو إسرائيل كيف أن النذر والتكريس ليسا مجرد كلام، بل عهد بين الإنسان وربه. فمن نذر نذرًا للرب، وجب عليه أن يفي به، لأن الرب قدوس ولا يقبل التهاون في عهوده.

وهكذا تعلم الشعب أن النذر هو أمر جليل، لا يُنطق به إلا بعد تدبر، وأن كل ما يُكرس للرب يصبح مقدسًا لا رجعة فيه. فليتذكر كل من يريد أن ينذر أن الرب يحاسب على الكلام، ويُطالب بالوفاء.

**الخاتمة**
وهكذا، بقي بنو إسرائيل يحفظون وصايا الرب في النذر والفداء، خائفين من أن يكسر أحد عهدًا مع الله. لأنهم علموا أن الرب إله حق، ومحبته لا تُناقض قداسته. فمن يكرّس شيئًا له، فليكن جادًا في نذره، لأن الله لا يستهين به.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *