الكتاب المقدس

أبناء داود في حبرون وأورشليم

**قصة أبناء داود من سفر أخبار الأيام الأول 3**

في الأيام القديمة، عندما كان داود الملك العظيم يحكم إسرائيل بمشيئة الرب، وُلد له أبناء كثيرون في حبرون وأورشليم. هؤلاء الأبناء كانوا عطية من الله، وكل واحد منهم حمل قصة ورسالة في سلالة الملك التي منها سيأتي المسيح الموعود.

### **أبناء داود في حبرون**

قبل أن يستقر داود في أورشليم، مكث في حبرون سبع سنوات ونصف، وهناك رزقه الرب بستة أبناء من زوجات مختلفات. كان كل ولد منهم علامة على مرحلة من حياة داود، مليئة بالانتصارات والتحديات.

1. **أمنون**: البكر، ابن أخينوعم اليزرعية. كان أمنون الابن الأول، لكن قصته كانت مأساوية، إذ أحب أخته غير الشقيقة تمار وأذلها، مما أدى إلى غضب أبشالوم وأخذه الثأر بقتله بعد سنتين.
2. **دانيال**: ابن أبيجايل الكرميلة. رغم أن اسمه يعني “الله قضائي”، إلا أن سفر الأخبار لا يذكر الكثير عنه، مما يوحي بأنه ربما توفي صغيرًا.
3. **أبشالوم**: ابن معكة بنت تلماي ملك جشور. كان جميلاً بجمال نادر، لكن قلبه كان مليئًا بالكبرياء. قام بثورة ضد أبيه، وانتهى أمره بالموت وهو معلق بشعره في شجرة بلوط.
4. **أدونيا**: ابن حجيث. حاول أن يغتصب العرش في أيام شيخوخة داود، لكن الله أختار سليمان بدلاً منه، وانتهى أدونيا مقتولاً بأمر سليمان.
5. **شفطيا**: ابن أبيطال. لم تُذكر عنه تفاصيل كثيرة، لكن اسمه يعني “الرب قضائي”، ربما إشارة إلى عدل الله في حياة داود.
6. **يثream**: ابن عجلة زوجة داود. هو الابن السادس والأخير المولود في حبرون، وربما كان الأصغر بين إخوته.

### **أبناء داود في أورشليم**

بعد أن استولى داود على أورشليم وجعلها عاصمته، تزوج من نساء أخريات، ورزقه الرب بثلاثة عشر ابنًا آخر، بالإضافة إلى ابنتيه تمار وأختهما. بعض هؤلاء الأبناء أصبحوا رجالاً عظماء، والبعض الآخر اختفت أخبارهم في صفحات التاريخ، لكن جميعهم كانوا جزءًا من خطة الله لبناء بيت داود.

1. **شمعا، شوباب، ناثان، سليمان**: هؤلاء الأربعة وُلدوا من بثشبع، المرأة التي تزوجها داود بعد خطيئته معها. لكن الله غفر لداود، ومنحه سليمان، الذي أصبح أعظم ملوك إسرائيل وحكيمًا بنى الهيكل.
2. **يبحار، أليشعا، أليفالت، نوجه، نافج، يافيع، أليشمع، ألياداع، أليفالت**: هؤلاء الأبناء التسعة وُلدوا من زوجات أخريات. بعضهم شارك في خدمة الهيكل، والبعض الآخر ربما كانوا قادة أو رجال حكمة.

### **سليمان وعهد الله الأبدي**

على الرغم من أن داود كان له أبناء كثيرون، إلا أن الله اختار سليمان ليجلس على العرش. فقد وعد الرب داود قائلاً: “أُقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك، وأثبت مملكته. هو يبني لي بيتًا، وأنا أثبت كرسيه إلى الأبد” (2 صموئيل 7: 12-13).

وهكذا، من خلال سلالة داود، وخاصة من خلال سليمان، استمرت خطة الله للفداء، حتى جاء المسيح، “ابن داود”، الذي ملك على عرشه إلى الأبد.

### **خاتمة**

قصة أبناء داود ليست مجرد سرد لأسماء، بل هي جزء من تاريخ الفداء. فمن بين كل هؤلاء الأبناء، اختار الله خطًا واحدًا ليأتي منه المخلص. وهذا يذكرنا بأن مشيئة الله تعمل حتى في تفاصيل العائلات والأسماء، لتُتمم وعوده العظيمة.

فليتبارك اسم الرب، الذي يحفظ عهده مع شعبه إلى الأبد!

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *