الكتاب المقدس

صلاة سليمان وتدشين الهيكل المقدس

**قصة صلاة سليمان عند تدشين الهيكل**

في اليوم العظيم الذي تم فيه تدشين هيكل الرب في أورشليم، اجتمع كل شعب إسرائيل من دان إلى بئر سبع، ليشاركوا الملك سليمان في هذه المناسبة المقدسة. كان الهيكل يشعّ ببهاء لا يُوصف، حيث غطّت سحابة مجد الرب البيت، حتى لم يستطع الكهنة الوقوف للخدمة بسبب السحابة، لأن مجد الرب ملأ بيت الله.

وقف الملك سليمان أمام مذبح الرب، وبسط يديه نحو السماء، وبدأ يصلي بصوت عالٍ، وقلبه ممتلئٌ بالرهبة والتواضع أمام عظمة الله.

**صلاة سليمان**

قال سليمان: **”يا رب إله إسرائيل، لا إله مثلك في السماء من فوق ولا على الأرض من تحت، حافظ العهد والرحمة لعبيدك السائرين أمامك بكل قلوبهم. لقد وفيتَ لداود أبي بما وعدته، فقد نطقتَ بفمك وأتممتَه بيدك، كما ترى اليوم.”**

ثم استمر الملك متضرعًا: **”والآن أيها الرب إله إسرائيل، احفظ لداود عبدك ما وعدته إياه حين قلت: لا يعدم لك رجل يجلس على كرسي إسرائيل، إن حفظ بنوك طريقهم وساروا في شريعتي كما سرتَ أنت أمامي.”**

وتطلّع سليمان إلى الهيكل المقدس وقال: **”ولكن هل حقًا يسكن الله مع البشر على الأرض؟ هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك، فكم بالحري هذا البيت الذي بنيتُه! فلتكن إذن أذنك مصغية، وعيناك مفتوحتين نحو هذا البيت ليلًا ونهارًا، إلى المكان الذي قلت إنك تضع اسمك فيه، لتسمع الصلاة التي يصلي بها عبدك في هذا المكان.”**

ثم توسّل سليمان إلى الله أن يكون حاضرًا في حياة شعبه، يستجيب لهم في كل ضيقة:

**”إن أخطأ أحدٌ إلى صاحبه، وحلف عليه، وأتى وحلف أمام مذبحك في هذا البيت، فاسمع أنت من السماء، واعمل، واقض بين عبيدك، بمعاقبة المذنب وجازي البار حسب بره.”**

**”وإذا هُزم شعبك أمام أعدائهم لأنهم أخطأوا إليك، ثم رجعوا واعترفوا باسمك، وصلّوا وتضرعوا أمامك في هذا البيت، فاسمع من السماء، واغفر خطية شعبك، وردهم إلى الأرض التي أعطيتهم إياها.”**

**”وإذا أُغلقت السماء ولم يكن مطر لأنهم أخطأوا إليك، ثم صلّوا في هذا المكان، واعترفوا باسمك، ورجعوا عن خطيتهم عند تأديبك إياهم، فاسمع من السماء، واغفر ذنبهم، وعلمهم الطريق الصالح، وأرسل المطر على أرضك التي أعطيتها ميراثًا لشعبك.”**

**”وإذا جاءت مجاعة في الأرض، أو وباء، أو احترقت الزرع بالحرّ، أو جاء الجراد، أو حاصرهم عدو في مدنهم، وأي بلية أو مرض كان، فإن صلّى إنسان من شعبك، ورفع يديه نحو هذا البيت، فاسمع أنت من السماء، واغفر، واعطِ كل واحد حسب طرقه التي تعرفها في قلبه، لأنك وحدك تعرف قلوب بني البشر.”**

وتذكّر سليمان أيضًا الغريب الذي سيأتي من أرض بعيدة لاسم الرب، فقال: **”وأيضًا الغريب الذي ليس من شعبك إسرائيل، إذا جاء من أرض بعيدة لأجل اسمك العظيم، وصلّى نحو هذا البيت، فاسمع أنت من السماء، وافعل حسب كل ما يدعوك به الغريب، لكي يعرف كل شعوب الأرض اسمك، ويخافوك كما يفعل شعبك إسرائيل، وليعلموا أن اسمك قد دُعي على هذا البيت الذي بنيتُه.”**

وأخيرًا، تضرع سليمان من أجل شعب الله في حال سبيهم بسبب خطاياهم: **”وإذا أخطأ شعبك إليك — لأنه لا إنسان لا يخطئ — وسخطت عليهم، ودفعتهم أمام العدو، وسباهم الذين سبوهم إلى أرض بعيدة أو قريبة، فإنهم في الأرض التي سُبوا إليها تابوا، ورجعوا إليك، وتضرعوا إليك في أرض سبيهم قائلين: قد أخطأنا، وأثمنا، وعملنا الشر، ورجعوا إليك بكل قلوبهم في أرض أعدائهم الذين سبوهم، وصلّوا إليك نحو أرضهم التي أعطيت آباءهم، والمدينة التي اخترتها، والبيت الذي بنيته لاسمك، فاسمع من السماء، من مكان سكناك، واستجب لهم، واغفر لشعبك ما أخطأوا إليك به.”**

**استجابة الله**

وبعد أن أنهى سليمان صلاته، نزلت نار من السماء وأكلت المحرقة والذبائح، وملأ مجد الرب البيت، حتى لم يستطع الكهنة الدخول. ورأى كل إسرائيل النار تنزل، ومجد الرب على البيت، فخرّوا على وجوههم إلى الأرض وسجدوا، وقالوا: **”لأنه صالح، لأن رحمته إلى الأبد!”**

ثم بارك الملك سليمان كل جماعة إسرائيل، وقدّموا ذبائح للرب، وأقاموا عيدًا سبعة أيام في فرح عظيم، لأن الرب فرحهم ببركاته العظيمة. وهكذا تم تدشين بيت الرب، وصار مكانًا لاستماع صلوات شعبه وغفران خطاياهم.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *