الكتاب المقدس

قصة أليام وشغفه بكلمة الله في مزمور 119

**قصة مزمور 119: رحلة القلب المتعطش إلى كلمة الله**

في قديم الأيام، في مدينة يهوذا المباركة، عاش شابٌ يُدعى أليام. كان أليام ابنًا لرجل تقيٍ من سبط لاوي، وقد نشأ على سماع كلام الرب من فم والده، الذي كان يردد دائمًا: “كَلَامُ الرَّبِّ مَصْبَاحٌ لِقَدَمِي وَنُورٌ لِسَبِيلِي”.

لكن أليام، رغم تربيته التقية، وجد نفسه يواجه صراعًا عميقًا في قلبه. فقد رأى حوله كثيرين يسيرون في طرق الظلم، يتركون شريعة الرب ويتبعون شهواتهم. تساءل في نفسه: “كيف يمكنني أن أحيا في برّ في عالم مليء بالحيرة والشر؟”

وفي إحدى الليالي، بينما كان جالسًا في حجرته، فتح درجًا قديمًا فيه لفائف من المزامير التي تركها له أبوه. وقعت عيناه على المزمور 119، فبدأ يقرأ:

**”طُوبَى لِلْكَامِلِينَ طَرِيقًا، السَّالِكِينَ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ.”**

شعر وكأن الكلمات تنبض بالحياة، فتعلّق قلبه بها. قرر أليام أن يكرس حياته لفهم كلمة الرب والعمل بها. لكن الطريق لم يكن سهلاً.

### **المحنة الأولى: سخرية الأشرار**
في اليوم التالي، ذهب أليام إلى السوق لشراء حاجيات أسرته. هناك، رأى مجموعة من الشباب يسخرون من رجل فقير يتلو المزامير. اقتربوا منه وقالوا: “لماذا تضيع وقتك في كلام قديم؟ تعال معنا، نعيش حياتنا كما نريد!”

تذكر أليام كلمات المزمور: **”أَتَرَاكَ لِشَهَوَاتِ الشِّرِّيرِ أَمِيلُ؟ حَاشَا لِي! بِشَرِيعَتِكَ أَهْتَمُّ.”** فرفض دعوتهم، مما أثار استهزاءهم. لكنه شعر بسلام غريب يملأ قلبه.

### **الاختبار الثاني: ضيقات الحياة**
بعد فترة، ضربت مجاعة أرض يهوذا. عانت عائلة أليام مثل غيرها، حتى كاد اليأس يتسلل إلى قلبه. وفي ليلة مظلمة، جلس يبكي تحت شجرة زيتون، متسائلاً: “أين عدل الرب؟”

وفجأة، تذكر الآية: **”صَالِحٌ أَنْتَ وَصَالِحٌ قَضَاؤُكَ. عَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ.”**

فهم أليام أن الله أمين حتى في الضيق. فبدأ يدرس الشريعة بجد أكبر، واكتشف أن البركة ليست في الغنى، بل في الطاعة. وبعد أيام، وجد كيسًا من الذهب أمام باب بيته، هبة من شخص مجهول، فشكر الله على إحسانه.

### **المواجهة الأخيرة: الاضطهاد**
ذاع صيت أليام بين الناس كرجل تقي، فحسده بعض القادة الأشرار. اتهموه زورًا بأنه يثير الشعب ضد الملك، فسُجن. في الزنزانة المظلمة، كان يتلو: **”سَلامٌ كَثِيرٌ لِلمُحِبِّينَ شَرِيعَتَكَ، وَلَيْسَ لَهُمْ عَثْرَةٌ.”**

وفي منامه، رأى ملاك الرب يقول له: “لا تخف، لأن كلمة الله ستحررك.” وفي الصباح، أُطلق سراحه بأمرٍ مفاجئ من الحاكم، الذي اعترف ببراءته.

### **النهاية: النصرة والحكمة**
عاش أليام بعد ذلك أيامًا طويلة، يُعلّم الناس حكمة الرب. كان يقول لهم: **”كَلِمَتُكَ هِيَ الْحَقُّ، وَكُلُّ أَحْكَامِ بِرِّكَ إِلَى الدَّهْرِ.”**

وعندما حانت ساعة رحيله، جمع أولاده وقال: “احفظوا وصايا الرب، لأنها نورٌ في الظلمة، وحياةٌ في الموت.” ثم أغمض عينيه بسلام، وهو يهمس: **”عَظِيمٌ هُوَ سَلاَمُ مُحِبِّي شَرِيعَتِكَ، وَلَيْسَ مَا يُعْثِرُهُمْ.”**

وهكذا، صار أليام مثالًا للرجل الذي جعل كلمة الرب سراجًا لخطواته، فسار في النور حتى النهاية.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *