**قصة مبنية على المزمور ٨٧**
في قديم الزمان، عندما كانت أورشليم تتألق كجوهرة بين الجبال، تحدث الرب بكلمات عظيمة عن مدينته المقدسة. فقد كتب الملك داود، بروح النبوة، مزمورًا يمجّد فيه صهيون، المدينة التي اختارها الله لتكون مسكنًا له بين البشر.
كانت أورشليم، أو صهيون كما دعاها الرب، تقف شامخة على جبل موريا، حيث بني الهيكل فيما بعد. لكن مجدها لم يكن في حجارتها أو أسوارها العالية، بل في الاختيار الإلهي الذي جعلها أمًا لكل الشعوب. فقد قال الرب: “صهيون أحببت أبوابك أكثر من كل مساكن يعقوب.”
وفي رؤيا إلهية، رأى داود يومًا سيأتي فيه أناس من كل الأمم ليعترفوا بأنهم مولودون فيها. ففي قصور السماء، سجّل الرب أسماء الكثيرين من مصر، وبابل، وفلسطين، وتير، وإثيوبيا، وكتب بجانب كل اسم: “هذا وُلد في صهيون.”
كانت هذه نبوة عجيبة، لأن صهيون كانت مدينة صغيرة يسكنها بنو إسرائيل، لكن الرب كان يتكلم عن شيء أعظم — عن ملكوته الأبدي. فقد أعلن أن كل من يؤمن بالله، بغض النظر عن جنسه أو أصله، سيُحسب من مواطني أورشليم السماوية.
وفي الأيام التي تلت، تحققت هذه النبوة تدريجيًا. فبعد قرون، جاء السيد المسيح، ابن داود، وفتح باب الخلاص لكل الأمم. وعندما سُئل عن الهيكل، قال: “هو بيت أبي، بيت صلاة لجميع الشعوب.” ثم على الصليب، مزق حجاب الهيكل، ليدخل الجميع إلى قدس الأقداس بالإيمان.
وفي سفر الرؤيا، رأى يوحنا أورشليم الجديدة نازلة من السماء، مزينة كعروس لعريسها. وكان فيها أناس من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، يسبحون الرب إلى الأبد. عندها تذكّر المؤمنون كلمات المزمور: “الرب يعدّ عند تسجيل الشعوب: هذا وُلد فيها.”
وهكذا، صارت صهيون رمزًا للكنيسة، جسد المسيح، حيث لا يهودي ولا يوناني، بل الجميع واحد في الرب. فكل من وُلد من الماء والروح، صار حقًا من سكان المدينة المقدسة، وارثًا مع المسيح في ملكوته الذي لا ينتهي.
**الخلاصة:**
المزمور ٨٧ ليس مجرد نشيد لأورشليم الأرضية، بل هو نبوة عن ملكوت الله الواسع، الذي يضم كل من يؤمن بالمسيح، مهما كان أصله. فصهيون الحقيقية هي حيث يسكن الله مع شعبه إلى الأبد.