الكتاب المقدس

تسبحة جديدة للرب في مزمور ٩٨

**قصة مزمور ٩٨: تسبحة جديدة للرب**

في قديم الأيام، عندما كانت الشعوب تتجول في ظلام الخطيئة والضلال، أشرق نور الرب على الأرض بمحض رحمته. وكان هناك رجل تقي اسمه ألياقيم، يسكن في قرية صغيرة عند سفوح جبال يهوذا. كان ألياقيم يحب كلمة الرب ويجدّ في دراستها ليل نهار، وكان قلبه ممتلئًا بشوقٍ لعمل الله العجيب.

وفي ليلة هادئة، بينما كان ألياقيم جالسًا تحت سماء مرصعة بالنجوم، فتح كتاب المزامير وبدأ يقرأ: **”رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، لأَنَّهُ صَنَعَ عَجَائِبَ. يَمِينُهُ وَذِرَاعُ قُدْسِهِ أَعْلَنَتَا خَلاَصَهُ.”** (مزمور ٩٨:١). فاض قلبه بالفرح، لأنه رأى بعين الإيمان كيف أن الرب قد أظهر قوته في خلاص شعبه مرارًا وتكرارًا.

تذكر ألياقيم كيف أنقذ الرب بني إسرائيل من فرعون بعصا موسى، وكيف شق لهم البحر الأحمر فمشوا على اليابسة. وتذكر انتصارات داود على جليات وأعداء إسرائيل بقوة الرب. ثم رفع عينيه نحو السماء وقال: “يا رب، أنت ملك المجد، الذي صنع العجائب! فليتغنَّ بك كل الخليقة!”

وفي الصباح، اجتمع ألياقيم مع أهل قريته عند سفح الجبل، وأخبرهم بما أعلنه الرب لقلبه. قال لهم: “يا إخوتي، الرب يدعونا لنرنم له ترنيمة جديدة، لأنه أظهر رحمته وعدله لكل الأمم. لقد رأى كل الأرض خلاص إلهنا!” فابتهج القوم وبدأوا يسبحون الرب بالدفوف والعيدان. حتى الأطفال ركضوا في الحقول يصرخون: “المجد للرب العظيم!”

وبينما هم يسبحون، سمعوا صوتًا عذبًا ينبعث من الجبل، كأنه صوت ملائكة يرددون: **”اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ. اِفْرَحِي وَارْتَعِدِي وَغَنِّي!”** (مزمور ٩٨:٤). فارتعدت قلوبهم من عظمة الله، لكن فرحهم كان أعظم، لأنهم عرفوا أن الرب سيأتي ليدين الأرض بالعدل.

ومن ذلك اليوم، صارت القرية كلها تسبح الرب بترانيم جديدة، وتنتظر بفرح مجيء ملك الملوك، الذي سيقود كل الخليقة في تسبحة واحدة: **”لِتَتَرَنَّمِ الأَنْهَارُ وَالْبِحَارُ، وَلِتُصَفِّقِ الْجِبَالُ بِالابْتِهَاجِ أَمَامَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ آتٍ لِيدِينَ الأَرْضِ بِالْعَدْلِ وَالشُّعُوبِ بِالاسْتِقَامَةِ!”** (مزمور ٩٨:٧-٩).

وهكذا عاش ألياقيم وقومه في رجاءٍ حيّ، يعلمون أن الرب أمين وعادل، وسيُتمم وعده في الوقت المناسب. فلتُرفع التسبحة في كل مكان، لأن الرب قد صنع عجائب، وسيظهر مجده لكل البشريّة!

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *