الكتاب المقدس

قصة داود وانتصاره على الفلسطينيين بإرشاد الرب

**قصة داود والملك فيلستين: انتصار بإرشاد الرب**

في تلك الأيام، بعد أن مَلَّكَ بنو إسرائيل داودَ عليهم، وأعطاه الرب بركات عظيمة، جاءت أنباء إلى الملك داود بأن الفلسطينيين قد سمعوا بمسحته ملكًا على إسرائيل. فاجتمعوا بجيوشهم الجرارة وزحفوا إلى وادي رفائيم ليبحثوا عن داود ويقضوا عليه قبل أن يشتد عوده.

كانت جيوش الفلسطينيين كالجراد المنتشر، تحمل دروعًا لامعة ورماحًا حادة، وكان قادتهم يتفاخرون بقوتهم، ظانين أنهم قادرون على هزيمة شعب الرب. لكن داود، الرجل الذي كان قلبه كاملًا مع الله، لم يعتمد على قوته الذاتية، بل صعد إلى الحصن وخرَّ على وجهه أمام الرب يسأله: “هل أصعد إلى الفلسطينيين؟ هل تدفعهم ليدي؟”

فأجابه الرب بصوت واضح: “اصعد، فإني أدفعهم ليدك.”

فانطلق داود بجيشه المخلص، واشتبكوا مع الفلسطينيين في معركة ضارية. وكان الرب مع داود، فحطم جيوش الأعداء وشتتهم في كل اتجاه. وسقط منهم كثيرون، حتى أن داود وجنوده أخذوا آلهتهم المنحوتة وأحرقوها بالنار، إذ كانت باطلة لا تنفع ولا تضر.

ولكن الفلسطينيين، الذين لم يتعظوا، عادوا مرة أخرى بعد فترة وجيزة، منتشرين في الوادي كالسيل الجارف. فاستشار داود الرب مرة أخرى، فأجابه الرب هذه المرة بأمر مختلف: “لا تصعد وراءهم، بل التفِ عليهم من خلفهم، وتعالَ عليهم من جهة أشجار البكاء. وعندما تسمع صوت خطوات في رؤوس الأشجار، فاخرج للقتال، لأن الله قد خرج أمامك ليضرب جيش الفلسطينيين.”

ففعل داود كما أمره الرب، وحاصر الفلسطينيين من الخلف، بينما كان الرب يرسل ريحًا عاتية تهز رؤوس الأشجار، كأنها جند السماء يسيرون أمام جيش إسرائيل. فهجم داود ورجاله بقوة عظيمة، وضربوا الفلسطينيين من جبّا إلى جازر، فكانت هزيمتهم ساحقة.

وانتشر خبر انتصار داود في كل الأرض، فخاف منه جميع الشعوب المجاورة، وعلموا أن الرب معه. وأدرك الجميع أن داود لم ينتصر بقوة السيف وحده، بل بتوجيه الرب القدير. فازدادت مملكته عظمة، وباركه الرب في كل خطوة يخطوها.

وهكذا تعلم شعب إسرائيل أن الاستناد إلى مشورة الرب هو طريق النجاح، وأن الانتصار الحقيقي يأتي من السماء، حينما يسير الإنسان حسب إرادة الله.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *