**قصة المزمور الثاني: ملك الملوك وخطة الله الأزلية**
في قديم الزمان، عندما كانت الأمم تتآمر والشعوب تتواطأ، وقف الرب في السماء ضاحكًا من جهالة البشر. فقد اجتمع الملوك والحكام على الأرض ليتحدوا سلطان الله ومسيحه المختار. قالوا في غرورهم: “لنتحرر من قيوده، ولنطرح عنا ربطه!” لكنهم لم يعلموا أن خططهم كالسراب، ومؤامراتهم كالبناء على الرمال.
كان هناك ملك عظيم يدعى داود، قد مسحه الرب ليكون حاكمًا على إسرائيل. لكن هذا المزمور يتجاوز داود ليتحدث عن مسيح أعظم، عن ملك الملوك الذي سيسود إلى الأبد. رأى داود بروح النبوة يومًا سيأتي فيه ابن الله، المسيا المنتظر، ليقيم مملكة لا تنتهي.
وفي السماء، بينما كانت الأمم تهدد وتتوعّد، تكلم الرب بصوت عالٍ كالرعد: “أنا أقمته ملكًا على صهيون، جبل قدسي!” كان هذا الإعلان الإلهي بمثابة ختم على سلطان المسيح. فمهما فعلت القوى الأرضية، ومهما خططت، فإن الله قد أعد ملكوته، وسيعطيه لابنه الحبيب.
ثم التفت الرب إلى ذلك الملك المنتظر، وقال له: “اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك، وأقاصي الأرض ملكًا لك.” كانت هذه الوعدة عظيمة، فالمسيح لن يحكم فقط على إسرائيل، بل سيمتد حكمه إلى كل الشعوب، حتى تلك التي ثارت ضده. سوف يحطمهم بقضيب من حديد، ويكسرهم كإناء خزّاف. لكن في الوقت ذاته، كانت هناك دعوة ملحة لكل الحكام والملوك: “فاعلموا أيها الملوك، وتأدبوا يا قضاة الأرض. اعبدوا الرب بخوف، واهتفوا برعدة.”
فالحكيم هو من يخضع للرب قبل أن يحل الغضب. ففي يوم غضبه، سيُهلك كل من يقف ضده. لكن طوبى لكل من يحتمي به، لأن رحمته لا تُقاس، ونعمته لا تنتهي.
وهكذا، عبر الأجيال، بقي هذا المزمور ينبض بالحقيقة: مهما ارتفعت البشرية في كبريائها، ومهما ظنّت أنها تستطيع التمرد على خالقها، فإن الله قد أعد ملكوته، ومسيحه سيسود إلى الأبد. فليفرح كل من يأتي إليه بإيمان، وليخضع كل من يريد النجاة، لأنه لا خلاص إلا في ظل ملك الملوك ورب الأرباب.
**النهاية.**