**قصة النبي الحقيقي ومجابهة العرافين**
في تلك الأيام، عندما كان بنو إسرائيل يعبرون البرية ويتجهون نحو الأرض الموعودة، اجتمع الشعب عند سفح جبل حوريب حيث كلّمهم موسى، خادم الرب، بكلمات الله. كان الجوّ حاراً، والشمس تلمع على وجوه الرجال والنساء والأطفال الذين اصطفوا ليسمعوا وصايا الرب.
وقف موسى، رجل الله العظيم، وقد أشرق وجهه بالنور الإلهي بعد كل مرة كان يتحدث فيها مع الرب. رفع يديه ليصمت الجمع، ثم بدأ يتكلم بصوت جهوري: “اسمعوا يا بني إسرائيل! الرب إلهكم قد أعطاكم هذه الوصايا لتسيروا فيها وتحيوا. لا تفعلوا مثل هذه الأمم التي ستدخلون أرضها، فلا يوجد بينكم من يمارس العرافة أو يتفاءل بالطيور أو يسأل الموتى!”
ساد صمتٌ عميق بين الجمع، وبدت علامات الخوف على وجوه بعضهم، فقد كانوا قد سمعوا عن شعوب كنعان الذين يستشيرون الأموات ويعبدون الأصنام. تابع موسى: “إن هذه الأمم التي تطردونها من الأرض تستمع إلى العرافين والمنجمين، أما الرب إلهكم فلا يرضى عن هذه الأفعال. هو سيقيم لكم نبياً من بينكم، من إخوتكم، مثلي تماماً. له تسمعون!”
ارتجف الشعب إذ تذكروا اليوم العظيم الذي وقفوا فيه عند جبل سيناء ورأوا النار والدخان وسمعوا صوت الرب فخافوا أن يموتوا. قالوا لموسى: “لا نريد أن نسمع صوت الرب إلهنا بعد اليوم ولا نريد أن نرى هذه النار العظيمة لئلا نموت!”
فأجابهم موسى: “قد سمع الرب طلبكم، وسيقيم لكم نبياً مثلي، يكون واسطة بينكم وبين الله. فإذا تكلم باسم الرب وكان كلامه صادقاً، فمن لا يسمع له يُحاسب من الرب. ولكن احذروا الأنبياء الكذبة الذين يتكلمون بأحلامهم الباطلة أو بأسماء آلهة أخرى!”
ثم أردف موسى موضحاً: “وكيف تعرفون النبي الكاذب؟ إذا تنبأ باسم الرب ولم يتحقق كلامه، فهو لم يتكلم بمشيئة الرب، بل بتكبّر قلبه. فلا تخافوا منه!”
وبينما كان موسى يتكلم، تذكر الشعب كيف أن الرب قد أجرى آيات عظيمة على يديه، من ضربات مصر إلى شق البحر الأحمر، فازداد إيمانهم بكلامه. وعرفوا أن الله سيرسل أنبياءً أمناء ليقودوهم في طريق البرّ.
وهكذا تعلّم بنو إسرائيل أن ينتظروا النبي الأمين الذي سيقيمه الرب، ويحذروا من كل تعاليم السحرة والعرافين. فالله هو الحق، وكلمته لا تتغير، وهو يحمي شعبه من الضلال.
**الخلاصة:**
في هذا اليوم، تأكد بنو إسرائيل أن الرب سيرسل أنبياءً أمناء ليهدوهم، بينما يحرم كل أشكال العرافة والاستعانة بالأرواح الشريرة. فالله وحده هو مصدر النبوة الحقيقية، وكلمته تعلو فوق كل أقوال البشر. وهكذا سار الشعب بتقوى، مترقباً تحقيق وعود الله، ومتمسكاً بكلمته إلى الأبد.