**قصة مزمور ١٣: من الظلمة إلى النور**
في أيامٍ قديمة، في مملكة يهوذا، عاش رجلٌ تقيٌ اسمهُ ألياقيم. كان رجلاً محبوباً بين قومه، يُصلّي بانتظام في الهيكل، ويُساعد الفقراء والمحتاجين. لكن فجأةً، حلّت عليهِ ضيقاتٌ شديدة، وكأنّ سحابةً سوداء قد حجبت نورَ وجه الرب عنه.
أصيب ألياقيم بمرضٍ عضال، فصار ضعيفاً لا يقوى على النهوض من فراشه. الألم كان يحفر في جسده كالسكين، والأطباء عجزوا عن شفائه. وفي الوقت نفسه، هاجمه أعداءٌ أشرارٌ من حوله، يتربصون بهِ ويسخرون من إيمانه، قائلين: “أين إلهك الآن؟ لماذا لا يُخلّصك؟”
في ظلمة غرفته، كان ألياقيم يُناجي الرب بصوتٍ خافت، وكلماتٍ تفيض بألمٍ وحزن:
**”حتى متى يا رب تنساني كل النسيان؟ حتى متى تحجب وجهك عنّي؟ حتى متى أُحمّلُ همّاً في نفسي، وحزناً في قلبي كل يوم؟ حتى متى يرتفع عليّ عدوّي؟”**
كان يشعر وكأنّ الرب قد تخلى عنه، وكأنّ صلواته لا تتجاوز السقف. الليل كان طويلاً، والأيام ثقيلة، وكأنّ الزمن قد توقف. لكن في أعماقه، كان لا يزال هناك شعلة إيمانٍ خافتة، تهمس: “الله لم يتركك.”
وفي إحدى الليالي، بينما كان يتقلّب على فراش الألم، تذكّر وعود الرب القديمة. تذكّر كيف أنقذ داود من جليات، وكيف ردّ أيوب من شدائده. فرفع عينيه نحو السماء، وقال:
**”انظر إليّ يا رب، واستجب لي. أنر عينيّ لئلا أموت، لئلا يقول عدوّي: قد غلبته!”**
وفي تلك اللحظة، شعر بسلامٍ غريبٍ يملأ قلبه، وكأنّ يداً حانيةً قد مسحت دموعه. لم يشفَ جسدهُ في الحال، لكن روحه بدأت تتقوى. وعند الفجر، سمع صوتاً داخلياً يُذكّره: **”أما أنا فعلى رحمتكِ اتكل. يبتهج قلبي بخلاصك. أُرنم للرب لأنه أحسن إليّ.”**
وبعد أيامٍ قليلة، بدأ جسدهُ يستجيب للعلاج، وشعر بنورِ القوة يعود إليه. أعداؤه فوجئوا برؤيته يقفُ من جديدٍ بقوة، فخافوا وولّوا هاربين. وعاد ألياقيم إلى الهيكل، يسبّح الرب أمام الجميع، ويشهدُ كيف أنقذهُ من الظلمة إلى النور.
ومن ذلك اليوم، صار يُعلّم الناس قائلاً: **”حتى وإن طالت التجربة، فالله أمين. اصرخوا إليه من الأعماق، فهو لا يرفضُ صوتَ المنكسري القلب.”**
وهكذا، تحوّل يأس ألياقيم إلى ترنيمة فرح، وصار مزمورُ التضرعِ شهادةً حيةً على أنَّ **”الربَّ قريبٌ من المنكسري القلب، ويُخلّصُ المنسحقي الروح.”**