**قصة مزمور ١٤١: صلاة القلب المتألم**
في قديم الأيام، في زمن الاضطهاد والشر الذي انتشر في الأرض، عاش رجل تقي اسمه ألياقيم. كان رجلاً محبوبًا من الله، يُصلّي باستمرار ويطلب وجه الرب في كل خطوة يخطوها. لكن الأشرار كانوا يحيطون به من كل جانب، يضعون الفخاخ لقدميه، ويتكلمون بالكذب والافتراء ضده.
وفي إحدى الليالي، عندما اشتدت عليه الضيقة، رفع ألياقيم عينيه نحو السماء وصلى من أعماق قلبه:
**”يا رب، إليك صرخت، أسرع إليّ. أصغِ إلى صوتي حين أدعوك.”**
كانت كلماته تخرج من أعماق روحه المتألمة، مثل بخور طاهر يصعد أمام عرش النعمة. شعر وكأن قلبه ينفجر من شدة الألم، لكنه وضع ثقته في الرب، عالمًا أن الله لن يتركه.
ثم تابع صلاته: **”لتُقَم صلاتي كالبخور قدامك، ورفع يديّ كذبيحة مسائية.”**
وفي تلك اللحظة، شعر بحضور الرب يحيط به، كنسيم عليل يمسح جبينه المتعب. لكن التجربة لم تنتهِ بعد، لأن الأشرار كانوا لا يزالون يتربصون به. فطلب من الله أن يحفظه من فخاخ الشر:
**”اجعل يا رب حارسًا لفمي. احفظ باب شفتيّ.”**
عرف ألياقيم أن الكلام الطائش قد يجرّه إلى الخطية، فطلب من الله أن يسيطر على لسانه، حتى لا ينطق بكلمة تجرح أو تسبب سقوطًا. ثم توسل إلى الرب قائلًا:
**”لا تمِل قلبي إلى أمر رديء، لأتعاطى أعمالًا شريرة مع أناس فاعلي إثم.”**
كان يخشى أن ينجرف مع الأشرار، حتى لو بدت طرقهم سهلة ومغرية. ففضل أن يُؤدَّب من قِبل الصديقين على أن يُعانق راحة الخطاة.
وفي اليوم التالي، بينما كان يسير في الطريق، اعترضه رجال أشرار يحملون سيوفًا وتهديدات. أرادوا إسكاته إلى الأبد، لكن ألياقيم لم يخف، لأنه كان يعلم أن الرب معه. ففتح فمه وشهد عن عدل الله، فسقطت كلماته مثل مطر على الأرض العطشى.
وعندما حاول الأشرار أن يضربوه، حدثت معجزة: الأرض تحت أقدامهم انشقت، وسقطوا في الحفرة التي نصبوا لها له. فتحقق قول المزمور:
**”يسقط مشائلو الشر في شباكهم أنفسهم، وأنا أجتاز سالمًا.”**
وهكذا، نجا ألياقيم بقوة صلاته، وعلم أن الله لا يترك من يلجأ إليه. فاستمر في سيره مع الرب، شاكرًا وناظرًا إلى السماء، حيث ينبعث نور الرجاء الأبدي.
**والخلاصة:**
تعلمنا قصة ألياقيم أن الصلاة الخارجة من القلب هي أقوى سلاح ضد الشر. فعندما نضع كلامنا وأفعالنا تحت سيادة الله، يحفظنا من كل مكيدة شيطانية. وكما قال المرنم: **”عيناّ إلى نحوك يا رب السيد. عليك توكلت، لا تُفرغ نفسي.”**