**قصة رؤيا حزقيال: هيكل الرب العجيب**
في السنة الخامسة والعشرين من سبينا، بينما كنت جالساً عند نهر خابور، حملتني يد الرب وأتت بي إلى أرض إسرائيل. هناك، وضعني على جبل عالٍ جداً، وإذا ببناء يشبه المدينة يظهر أمام عينيّ. وإذا برجلٌ منظره كالنحاس يقف عند الباب، وبيده قصب قياس وحبل كتّان. فقال لي: “يا ابن آدم، انظر بعينيك واسمع بآذانك، وأعطِ قلبك لكل ما سأريك إياه، لأنك جئت إلى هنا لكي أُريك. أخبر بيت إسرائيل بكل ما تراه.”
فبدأ الرجل يقيس البناء العظيم الذي أمامنا، وكان هذا البناء هو هيكل الرب. كانت جدرانه سميكة وقوية، مغطاة بخشب الزيتون المنقوش بصور كروبيم ونخيل، بينما كانت الأبواب مكسوة بذهب نقي. دخلنا من الباب الشرقي، وكان الباب عريضاً ومزيناً بنقوش بديعة تذكرنا بمجد الرب.
ثم قال لي الرجل: “هذا هو الهيكل المقدس، مكان قدس الأقداس.” فبدأ يقيس كل جزء بدقة. كان طول الهيكل ستين ذراعاً، وعرضه عشرين ذراعاً. ثم دخلنا إلى القدس، فوجدنا جدرانه مغطاة بألواح من خشب السرو، كل لوح منقوش بصور الملائكة والأزهار. وكانت الأرضية من الرخام الأبيض الذي يعكس نوراً سماوياً.
ثم صعدنا إلى الدرج المؤدي إلى قدس الأقداس. كان هذا المكان مربع الشكل، طوله وعرضه عشرين ذراعاً. وقف الرجل أمام المذبح الذهبي وقال: “هذا هو المكان حيث يلتقي السماء بالأرض، حيث يظهر مجد الرب.” ورأيت على الجدران كروبيم منحوتة بوجهين: وجه إنسان ووجه أسد، رمزاً للحكمة والقوة الإلهية.
ثم قاس عرض الجدران الخارجية، فكانت ستة أذرع، وكانت الحُجُر الجانبية متصلة بالهيكل، ثلاثون حجرة في كل طابق، تستخدمها الكهنة لتقديم الذبائح والصلوات. وكانت النوافذ ضيقة من الداخل ومتسعة من الخارج، لتسمح بدخول نور الرب دون أن تُرى الأسرار المقدسة.
وأخيراً، وقف الرجل في وسط الهيكل ورفع يده نحو السماء وقال: “هذا هو بيت الرب، المكان الذي سيسكن فيه اسمه إلى الأبد. ليكن هذا عبرة لشعبه، ليعلموا أن الرب قدوس ولا يُستهان بمجده.”
فخررت على وجهي وسجدت، لأن مجد الرب ملأ المكان. ثم سمعت صوتاً يقول: “يا ابن آدم، اكتب كل ما رأيته في قلبك، واخبر به بني إسرائيل، لعلهم يتوبون ويرجعون إلى الرب إلههم.”
فانتهت الرؤيا، ولكن نورها بقي في قلبي إلى الأبد.