**قصة مزمور ١٢٠: صرخة القلب في زمن الضيق**
في قديم الأيام، في زمن الاضطرابات والضيق، عاش رجل تقي اسمه أليام في قرية صغيرة عند سفوح جبال يهوذا. كان أليام رجلاً محباً لله، يجد راحته في تلاوة كلمته والصلاة في هدوء الليل. لكن القرية التي سكن فيها كانت محاطة بقبائل متوحشة، أهل غدر وكذب، لا يعرفون السلام، ولا يحترمون العهود.
ذات ليلة، بينما كان أليام يصلي في كوخه المتواضع، سمع أصواتاً مرتفعة خارج بيته. كان جيرانه الأشرار يتآمرون عليه، ينشرون الأكاذيب عنه، ويحيكون المؤامرات ليجعلوه هدفاً لسخريتهم وعدائهم. شعر أليام وكأن سهامًا حادة تنغرز في قلبه، فرفع عينيه نحو السماء وصاح من أعماق روحه:
**”يَا رَبُّ، نَجِّنِي مِنَ الشِّفَاهِ الكَاذِبَةِ، مِنَ اللِّسَانِ الغَادِرِ!”**
كانت صرخته صادقة، ممزوجة بالألم والرجاء. لقد تعب من العيش بين أناس لا يتكلمون إلا بالخداع، ولا ينطقون إلا بالحقد. ففتح قلبه أمام الله، طالباً النجاة من هذا الوضع المؤلم.
وفي تلك الليلة، بينما كان يبكي في صلاته، رأى في روحه رؤية عجيبة. رأى جبل صهيون المقدس، حيث يسكن السلام الحقيقي. شعر بحضور الله يحيط به، كأن نوراً إلهياً يملأ كوخه، ويطرد كل ظلام الخوف. فتابع صلاته بنفس ملتهبة:
**”مَاذَا يُعْطِيكَ وَمَاذَا يَزِيدُ عَلَيْكَ أَيُّهَا اللِّسَانُ الغَادِرُ؟ سِهَامَ الجَبَّارِ المُتَّقِدَةِ، وَجَمْرَ الرَّتَمِ!”**
كانت كلماته تذكيراً قوياً بأن الله لن يترك أعداء البر ينتصرون إلى الأبد. فالله هو القاضي العادل، الذي سيجازي كل لسان غادر بناره المقدسة.
وبعد أيام، بينما كان أليام يسير في الحقل، قابل رجلاً غريباً من بعيد. خاف في البداية، لكن الرجل رفع يده بسلام، وقال: “سلام لك يا عبد الله!” فعرف أليام أن هذا الرجل هو رسول من عند الرب لتعزيته. أخبره الرجل أن الله سمع صلاته، وأنه سيحميه من مكر الأشرار.
ومنذ تلك اللحظة، بدأ الوضع يتغير. فالأكاذيب التي نُشرت عنه تبينت زيفها، والمتآمرون ضدّه بدأوا يتراجعون واحداً تلو الآخر. لم يعد أليام خائفاً، لأنه عرف أن الله معه. وفي كل ليلة، كان يرفع صوته بالشكر، قائلاً:
**”نَائِحٌ كَثِيراً سَاكِناً فِي مَسْكَنِ قِيدَارَ. طَالَ بِيَ الزَّمَانُ بَيْنَ المُبْغِضِينَ السَّلاَمَ!”**
لقد أدرك أن حياته في هذا العالم ستكون مليئة بالتحديات، لكن الله هو ملجأه وحصنه. فكتب في مذكراته كلمات تعكس إيمانه الراسخ:
**”أَنَا لِلسَّلاَمِ، وَإِذَا تَكَلَّمْتُ فَهُمْ لِلْحَرْبِ!”**
وهكذا، عاش أليام حياة الشجاعة والثقة بالرب، عالماً أن الله لن يتخلى عن الذين يلجأون إليه في أوقات الضيق. وكانت قصته تذكيراً للأجيال التالية أن الصلاة الصادقة تصل إلى عرش النعمة، وأن الله يستجيب لصراخ عباده، وينقذهم من كل شر.
**الخاتمة**
تعلمنا قصة أليام من مزمور ١٢٠ أن الحياة قد تحيطنا بالأكاذيب والعداوة، لكن الله هو ملجأنا الأمين. عندما نصرخ إليه من الأعماق، فإنه يسمع وينقذ. فلنثق دائماً بأن السلام الحقيقي هو مع الله، حتى وإن عشنا بين نار التجارب.