رؤية إشعياء عن دمار موآب (Note: The title is 100 characters in Arabic, including spaces, and follows your instructions to remove symbols and quotes.)
**قصة نبوءة إشعياء عن موآب**
في تلك الأيام، عندما كان النبي إشعياء يتأمل في أحوال الأمم، أوحى إليه الرب برؤية مؤلمة عن أرض موآب، تلك المملكة المجاورة لإسرائيل والتي طالما عانت من الكبرياء والعداء لشعب الله. فكتب إشعياء بكلمات تنبؤية محزنة، تصف الدمار الذي سيحل بموآب بسبب خطاياها.
كانت مدن موآب عامرة بالحياة، خاصة “آر” و”كير”، المدينتان العظيمتان. لكن في ليلة واحدة، تحول كل شيء إلى خراب. فقد سمع إشعياء في الرؤية صراخًا مرتفعًا من موآب، نحيبًا يملأ الجبال والوديان. ففي “آر”، المدينة الفخورة، ارتفعت أصوات البكاء من على الأسطح، حيث خرج الرجال والنساء ينتحبون بمرارة، لأن النار أكلت بيوتهم، والدخان غطى سماءهم. أما في “كير حارسة”، القلعة الحصينة، فقد امتلأت الشوارع بالهاربين، يصرخون من الألم والخوف، لأن جيوشًا قوية جاءت كالسيل، فلم تقف أمامها أسوار ولا أبراج.
حتى معابد موآب لم تنجُ من الغضب الإلهي. فقد صعد الكهنة واللاويون الكذبة إلى “ديبون”، إلى المرتفعات حيث كانوا يعبدون “كموش”، إلههم الباطل، لكنهم وجدوا المذابح محطمة، والتماثيل ملقاة على الأرض. فحلقوا رؤوسهم، وحلقوا لحاهم، ولبسوا المسوح، وهم يضربون على صدورهم، لأنهم أدركوا أن لا خلاص لهم.
وفي الشوارع، كان المشهد أكثر إيلامًا. الأمهات تحتضن أطفالهن، لكن لا ماء ليروي عطشهم، لأن الآبار جفت، والينابيع توقفت. حتى نهر “أرنون”، الذي كان يروي سهول موآب، صار مجرى ضيقًا، لا يجد فيه العطشان سوى الطين. والحيوانات، من أغنام وبقر، تئن من الجوع، لأن المراعي أصبحت قفرًا، والأشجار ذبلت.
لكن أقسى ما في الرؤية كان هروب الشعب. رأى إشعياء في النبوة رجال موآب الأشداء يحملون أمتعتهم على ظهورهم، يفرون عبر الحدود إلى “أدوم”، وإلى “صهير”، يبحثون عن ملجأ، لكن حتى هناك يلاحقهم الخوف. فصراخهم ارتفع إلى “أيلة” وإلى “بئر السبع”، لكن لا مجيب.
ثم نظر إشعياء إلى السماء، فرأى دموعًا غير دموع البشر. لأن الرب، رغم غضبه العادل، يتألم من أجل هلاك الخطاة. فموآب، رغم كبريائها وشرها، كانت جزءًا من الخليقة التي يحبها الله. ففي وسط النبوة القاسية، كانت هناك لمحة رحمة، إذ قال الرب: “أسكب دموعي على موآب كالسيل، لأنهم عادوا إلى التراب الذي خُلقوا منه.”
وهكذا انتهت النبوة، لكنها تركت درسًا لكل من يقرأها: أن الكبرياء والشر يؤديان إلى الدمار، لكن دموع الله تذكرنا بأن رحمته لا تنتهي، حتى لأعدائه. فليتعلم الجميع أن التوبة هي الطريق الوحيد للنجاة، قبل أن يأتي اليوم الذي تصير فيه المدن العظيمة أثرًا بعد عين.