في السنة الأولى لعودة بني إسرائيل من السبي البابلي، اجتمع الشعب في أورشليم بقلوب مشتاقة لإعادة بناء بيت الرب. كان ذلك في الشهر السابع، عندما صعدوا من مدنهم إلى المدينة المقدسة، وكانت نفوسهم ممتلئة بالرجاء والخشوع. وقف عزرا الكاهن مع يشوع بن يوصاداق والرؤساء الآخرين أمام الجمهور الذي تجمع في الساحة أمام مكان الهيكل القديم.
كان الموقع الذي كان فيه هيكل سليمان العظيم لا يزال أثراً بعد عين، كومة من الحجارة المحروقة والأطلال الحزينة. لكن الشعب لم ينظروا إلى الخراب، بل إلى الوعد الإلهي بإعادة البناء. بدأوا بجمع الحجارة والخشب، وعينوا بنائين ونجارين، وكل واحد قدم ما يستطيع من مال أو جهد أو صلاة.
وفي اليوم الأول من الشهر السابع، أقاموا المذبح في مكانه على أساساته، رغم خوفهم من الشعوب المحيطة بهم الذين كانوا يعارضونهم. قدموا عليه محرقات للرب، محرقة الصباح والمساء، كما هو مكتوب في شريعة موسى. ثم احتفلوا بعيد المظال، فكانوا يقدمون الذبائح يومياً بعدد الأيام المحددة، مع الترانيم والتسبيح.
وبعد ذلك، بدأوا في تأسيس هيكل الرب. أتى البناؤون بأحجار ضخمة، ووضعوها في قواعدها، بينما وقف الكهنة بملابسهم الكهنوتية مع البوق، واللاويون بني آساف بالصنوج، ليسبحوا الرب حسب ترتيب داود. رفعوا أصواتهم بالفرح والحمد، قائلين: “احمدوا الرب لأنه صالح، لأن إلى الأبد رحمته!”
لكن بينما كان الشعب يهتف بفرح، بكى الشيوخ الذين رأوا الهيكل الأول في مجده. كانت دموعهم تختلط بصرخات الفرح، لأنهم تذكروا عظمة الهيكل القديم، بينما كان الأساس الجديد يبدو صغيراً في أعينهم. لكن وسط البكاء والفرح، ارتفع صوت واحد عظيم نحو السماء، صوت شعب عائد إلى ربه، مصمم على إعادة مجد العبادة الحقيقية، بغض النظر عن التحديات.
وهكذا بدأت رحلة إعادة البناء، ليس فقط للحجارة والخشب، بل للقلوب التي تعلقت بوعد الله الأكيد: “كن قوياً يا شعب الأرض، واعملوا، لأني معكم.”