**قصة مزمور 131: قلب متواضع أمام الله**
في قديم الأيام، في مدينة صغيرة عند سفوح جبال يهوذا، عاش رجل اسمه ألياقيم. كان ألياقيم رجلاً بسيطاً، يعمل في رعاية الأغنام مثل أبيه وأجداده من قبله. لكن قلبه كان ممتلئاً بحكمة تفوق عمره، لأنه تعلم أن يسلك بروح التواضع والاتكال على الرب.
كان ألياقيم يرى الناس حوله يتصارعون من أجل العظمة والمكانة. البعض كانوا يتكلمون بكبرياء، والبعض الآخر كانوا يبحثون عن أمور تفوق إدراكهم، كمن يحاول لمس النجوم بأيديهم. أما هو، فكان يجد راحته في كلمات داود النبي التي رددها مراراً: **”يَا رَبُّ، لَمْ يَرْتَفِعْ قَلْبِي، وَلَمْ تَسْتَعْظِمْ عَيْنَايَ، وَلَمْ أَسْعَ فِي أُمُورٍ عَظِيمَةٍ أَوْ أَعَاصِي فَوْقَ طَاقَتِي.”**
في أحد الأيام، بينما كان يرعى غنمه في المرعى الأخضر، رأى مجموعة من رجال المدينة يتجادلون بحدّة حول من هو الأعظم بينهم. أحدهم تفاخر بثرائه، وآخر بمعرفته الواسعة، وثالث بقوته الجسدية. اقتربوا من ألياقيم وسألوه: “ألا تريد أن تكون عظيماً مثلنا؟ ألا تحلم بأن يكون لك مجدٌ في هذه الحياة؟”
رفع ألياقيم عينيه بهدوء، ونظر إلى السماء الزرقاء حيث كانت الطيور تحلق بحرية، ثم إلى الأرض حيث كانت أغنامه ترعى بسلام. ثم أجابهم بصوته الهادئ: **”إني كالطفل الفطيم عند أمه، هكذا نفسي في داخلي. ليت إسرائيل يترجى الرب من الآن وإلى الأبد.”**
تعجب الرجال من كلماته، فسألوه: “كيف تقول هذا؟ ألا تخشى أن تبقى صغيراً في أعين الناس؟”
ابتسم ألياقيم وأشار إلى طفل صغير كان يلعب بقربهم، راضياً بقطعة خبز في يده، غير مهتمٍّ بكنوز العالم. قال: **”انظروا إلى هذا الصبي، لا يعرف الكبرياء، ولا يطلب ما يفوق فهمه. إنه يجد راحته في حضن أمه، وهكذا يجب أن نكون أمام الرب. ليس بالعظمة نرضيه، بل بالقلب الوديع المتوكل.”**
سكت الرجال، وبدأت كلماته تلامس أعماق قلوبهم. واحداً تلو الآخر، أدركوا أنهم كانوا يسعون وراء سراب، بينما السلام الحقيقي يكمن في التواضع والثقة بالله.
ومن ذلك اليوم، صار ألياقيم معلماً للكثيرين، يذكرهم دوماً بأن **”الله يقاوم المستكبرين، أما المتواضعون فيعطيهم نعمة.”** وعاش حياته كسحابة خفيفة، لا تثقل على أحد، لكنها تظلّل الجميع ببركة الاتكال على الرب.
وهكذا، كما كتب داود في المزمور، صار ألياقيم مثالاً حياً للقلب الهادئ الذي لا يتشامخ، ولا يتعدى حدوده، بل يجد راحته في حضن الآب السماوي، كطفل مطمئن بلا قلق.
**”لِيَتَرَجَّ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ، مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ.”**