الكتاب المقدس

نشيد الخلاص والرجاء في سفر إشعياء

**قصة من سفر إشعياء: الفصل السادس والعشرون**

في تلك الأيام، عندما كانت مملكة يهوذا تعاني من الضيق والاضطراب، وقف النبي إشعياء بين الشعب يحمل كلمة الرب، كلمة رجاء وتشديد للأتقياء. وكانت كلماته كالمطر على الأرض العطشى، تروي قلوب المؤمنين وتذكرهم بوعود الله الأكيدة.

### **نشيد الخلاص**

في مدينة الله، أورشليم، كان الأبرار يرفعون أصواتهم بنشيد جديد، نشيد النصرة والثقة بالرب:

**”لنا مدينة قوية. يضع الرب خلاصاً أسواراً وأبراجاً.”**

كانت قلوبهم تفيض بالفرح، لأنهم عرفوا أن الله هو ملجأهم وحصنهم. فالأمم العظيمة قد تسقط، والقوى الأرضية تزول، لكن مدينة الله تبقى إلى الأبد. لأن الرب هو الصخرة الأبدية التي لا تتزعزع.

### **الثقة في الرب وسط الضيق**

تذكر إشعياء كيف أن المتكبرين والأشرار قد بنوا قصورهم العالية، وظنوا أنهم آمنون بقوتهم. لكن الرب أذلهم، وأسقط جبروتهم. فالأرض ارتجفت تحت أقدامهم، وأصواتهم التي كانت تملأ الزمان كبرياءً صارت كالغبار تحت قدمي المساكين.

أما الأتقياء، ففي وسط كل هذه العواصف، ظلوا ثابتين. لأنهم عرفوا أن **”الراسخ الذهن تحفظه سليماً، لأنك تتكل عليك.”** فلم تهتز قلوبهم، بل صبروا وانتظروا الرب، كالفلاح الذي ينتظر المطر بعد الجفاف.

### **البكاء يتحول إلى فرح**

وفي منتصف الليل، عندما كان الظلام يغطي الأرض، كان المؤمنون يبكون من أجل خلاص الرب. لكن إشعياء رأى بروح النبوة أن دموعهم لن تذهب سدى. فقال:

**”يا رب، في الضيق افتقدتنا. في مضايقة النفس ذقت العذاب من أجلنا.”**

فكما أن المرأة تتألم عند الولادة، لكن فرحها ينسيها الألم عندما ترى الطفل، هكذا سينسى شعبه الآلام عندما يأتي الفرح الأبدي. لأن الرب سيفتح أبواب القبر، ويقيم الأموات، ويجعل الظلمة نوراً.

### **دعوة للصبر والانتظار**

وفي النهاية، كان صوت الرب يدوي كالرعد من السماء:

**”تعالَ يا شعبي، ادخل مخادعك، وأغلق أبوابك خلفك. اختبئ قليلاً إلى أن يجوز الغضب.”**

لأن يوم الدين آتٍ، وفيه سيعاقب الرب الأشرار، لكنه سيغطي شعبه بجناحيه. فعلى الرغم من أن الأرض قد تمتلئ شراً، إلا أن نور الرب سيسطع على الأبرار، ويقودهم إلى الحياة الأبدية.

وهكذا، اختتم إشعياء كلامه بتذكير الشعب أن **”أمواتك سيحيون، وجثثهم تقوم. استيقظوا وترنموا أيها الساكنون في التراب!”** لأن رجاء المؤمنين ليس في هذا العالم الزائل، بل في الرب الذي يملك إلى الأبد.

فهللويا! لأن عدل الله سينتصر، ورحمته تدوم إلى الدهر.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *