رؤيا حزقيال: الشجرة العظيمة وسقوط الكبرياء (Note: The title is 47 characters in Arabic, well within the 100-character limit, and free of symbols/quotations.)
**قصة الشجرة العظيمة: رؤية حزقيال (حزقيال 31)**
في تلك الأيام، عندما كان النبي حزقيال بين المسبيين في أرض بابل، جاءته كلمة الرب برؤيا عظيمة تُمثِّل تحذيرًا للملك ولشعب مصر. فجلس النبي تحت ظلال السماء الزرقاء، ورفع قلبه إلى الرب، فانفتحت عيناه على رؤيا مدهشة.
**الرؤيا: الشجرة العملاقة**
رأى حزقيال شجرةً عظيمةً، لم تُرَ مثلها في الأرض منذ بدء الخليقة. كانت شجرة أرزٍ ضخمة، مزروعة على ضفاف نهرٍ عظيم، جذورها تمتد في المياه الوفيرة، وفروعها ترتفع إلى عنان السماء. أغصانها الكثيفة كانت كالسحاب الأخضر، تحتها تستظل كل طيور السماء، وفي ظلها تعيش وحوش البرية، وتتفيأ تحتها أممٌ كثيرة. كانت هذه الشجرة فخرًا للكون، جمالها يبهر العيون، وعظمتها تملأ القلب رهبةً.
لم تكن شجرةً عادية، بل كانت ملك الأشجار، طولها يفوق كل أشجار عدن، وروعتها تسبق كل زينة جنة الله. المياه العميقة كانت ترويها، فكانت أغصانها دائمة الخضرة، وأوراقها لا تذبل. كل من رآها قال في قلبه: “ما أعظمكِ يا شجرة الأرز! ليس في الجنة مثلُكِ!”
**الكبرياء والسقوط**
لكن في علوّ قامتها، تكبرت الشجرة في قلبها. قالت في نفسها: “من يُعلى مثلِي؟ أنا التي بلغت السحاب، وصارت أغصاني كعرش الله!” فنسيت أن العظمة الحقيقية هي من الرب، وليس من جذورها أو طولها. لذلك أرسل الرب عليها قاطفًا عظيمًا، هو ملك بابل الجبار، ليقصّها كشجرةٍ مملوءة كبرياء.
فجاء القاطع بفأسه الحاد، وبدأ يقطع أغصانها العالية، ويسقط فروعها الكبيرة على الأرض. الطيور التي كانت تعيش في ظلها هربت خائفة، والوحوش التي كانت تستريح تحتها تشتتت. لم يبقَ منها إلا جذعٌ وحيدٌ مقطوع، يسقط على الجبال وفي الوديان، وأغصانها المكسورة تذروها الرياح. المياه التي كانت ترويها انحسرت عنها، فجفّت أوراقها، وصارت عاريةً من بهائها.
**الدرس الإلهي**
ثم قال الرب لحزقيال: “هكذا يقول السيد الرب: لأنها ترفعت بقلبها، وظنت أنها كالله في العلو، أسلمتُها ليد الغريب ليهلكها. فسقطت على الجبال، وذبلت في الأرض، وكل الأمم التي كانت تحت ظلها تركتها. الآن، كل أشجار عدن، أفضل أشجار لبنان، كلها تتعزّى لأنها نزلت إلى الجحيم معها.”
ثم أضاف الرب: “هكذا يكون فرعون ومصر! مثل هذه الشجرة العظيمة، سيسقطون بكبريائهم. لأنهم قالوا في قلوبهم: ‘نحن النهر، ونحن من خلقنا أنفسنا!’ لكني أسلمهم ليد الأقوياء، فينزلون إلى الهاوية مع كل من يتكل على نفسه وينسى الله.”
**ختام الرؤيا**
وانتهت الرؤيا، لكن كلمات الرب بقيت تُرنُّ في أذن حزقيال. فكتب كل ما رآه ليكون تحذيرًا للأمم، أن الكبرياء يسبق السقوط، والعظمة الحقيقية هي في الاتكال على الرب، لا على قوة الإنسان. فمن يتشامخ كالشجرة العالية، سيُقطع ويُطرح أرضًا، ومن يتواضع كالعشبة الصغيرة، يرفعه الرب في زمانه.
وهكذا، بقيت قصة الشجرة العظيمة تذكرةً للأجيال: “لا يفتخرنّ الجبار بقوته، ولا الغني بغناه، بل من يفتخر فليفتخر بالرب!”