**قصة من سفر ميخا: رؤيا السلام الأخير**
في الأيام الأخيرة، حين يحين الوقت الذي يقضي فيه الرب بمشيئته العظيمة، ستكون هناك رؤيا عظيمة تتحقق، كما تنبأ النبي ميخا بالروح القدس. ستُقام جبل بيت الرب راسخًا بين الجبال، مرتفعًا فوق التلال، وتتجه إليه كل الشعوب بقلوب متعطشة للحق.
كانت أورشليم في تلك الأيام مدينة ممزقة بالحروب والخطية، يسودها الظلم، ويئن شعبها تحت نير القساة. لكن الرب، في رحمته، وعد بغدٍ جديد. ففي اليوم الموعود، ستتحول المدينة المقدسة إلى مركز للتعليم الإلهي، حيث يخرج الشريعة من صهيون، وكلمة الرب من أورشليم. سيأتي الناس من كل الأمم، من مصر البعيدة، ومن بابل العظيمة، ومن جزر البحر، مسافرين عبر الصحارى والجبال، قائلين: “هلم نصعد إلى جبل الرب، إلى بيت إله يعقوب، فيعلمنا من طرقه، ونسلك في سبله!”
وفي ذلك الزمان، سينكسر كل ظلم. سيدين الرب بين شعوب كثيرة، ويقضي لأمم عظيمة بعيدة. سيحطم السيوف ويحولها إلى سكك للمحراث، والرماح إلى مناجل. لن ترفع أمة على أمة سيفًا، ولن يتعلموا الحرب بعد. وكل إنسان سيجلس تحت كرمته وتينته، بلا خوف، لأن فم الرب القدير قد تكلم.
لكن قبل أن يأتي هذا السلام، ستكون آلام المخاض. فالشعب الذي سُبي من أورشليم سيمر بضيق شديد، كامرأة تمخض في الولادة. لكن الرب سيجمعهم، ويخلصهم من أيدي أعدائهم. سيقيم لهم راعيًا قويًا، ملكًا عظيمًا من نسل داود، يرعى قطيعه بقوة الرب وبعظمة اسمه.
وفي ذلك اليوم، ستكون أورشليم مملكة الرب إلى الأبد، وستشرق العدالة كالشمس في رابعة النهار. لن يعود الظلم موطنًا بينهم، بل سيملأ السلام كل الأرض، كما ملأ مجد الرب الهيكل قديمًا.
هكذا تكلم الرب على لسان ميخا، وهكذا سيكون. لأن كلمة الرب تبقى إلى الأبد، ورحمته لا تفنى.