**قصة تجديد الهيكل في أيام حزقيا الملك**
في السنة الأولى من حكم حزقيا الملك، ابن أحاز، ملك يهوذا، فتح أبواب بيت الرب وأصلحها. فقد كان أبوه أحاز قد أغلق الهيكل وأطفأ شعلة العبادة الحقيقية، تاركاً الشعب في ظلمة الشرك والانحراف. ولكن حزقيا، الرجل الصالح الذي سار في طرق داود أبيه، عزم على إعادة الأمور إلى نصابها.
في الشهر الأول من ملكه، دعا حزقيا الكهنة واللاويين إلى الساحة الشرقية للهيكل. وقف أمامهم بقلب ملتهب بالغيرة المقدسة، وقال: “اسمعوا يا بني لاوي! تقدسوا الآن وقدسوا بيت الرب إله آبائكم، وأخرجوا النجاسة من المكان المقدس. لأن آباءنا قد خانوا الرب وتركوا هيكله، وأداروا وجوههم عن مسكنه. أغلقوا الأبواب وأطفأوا المصابيح، ولم يقدموا البخور ولا المحرقة في المقدس. لذلك غضب الرب على يهوذا وأورشليم، وجعلهم رعباً ودهشةً وصفيراً كما ترون بأعينكم. ها قد سقط آباؤنا بالسيف، وأبناؤنا وبناتنا ونساؤنا في السبي. والآن، قد عزمت في قلبي أن أقطع عهداً مع الرب إله إسرائيل، ليرد عنا حمو غضبه”.
فنهض الكهنة واللاويون بقوة، وتقدسوا لخدمة الرب. بدأوا بتنظيف الهيكل من الدنس الذي تراكم عبر السنين. حملوا كل الأوساخ والأصنام التي أدخلها أحاز إلى خارج أورشليم، وألقوها في وادي قدرون. ثم شرعوا في تطهير الهيكل نفسه، فدخل الكهنة إلى الداخل ليزيلوا كل ما هو نجس، بينما كان اللاويون ينتظرون في الساحة لنقل الأتربة والأوساخ. استمر العمل ثمانية أيام، وفي اليوم السادس عشر من الشهر الأول، أكملوا التطهير.
بعد ذلك، أخبر اللاويون الملك حزقيا قائلين: “قد طهرنا كل بيت الرب، ومذبح المحرقة بكل آنيته، ومنضرة الخبز بكل أدواتها. وقد أعددنا كل الأواني المقدسة التي كان قد رفضها الملك أحاز في أيام تمرده، وها هي الآن مقدسة ومعدة أمام مذبح الرب”.
ففرح حزقيا وجمع رؤساء المدينة، وصعد إلى بيت الرب. وقدموا ذبائح المصالحة ليكفروا عن الخطية. أمر الملك أن يقدموا المحرقات على المذبح، فبدأت الذبائح تتصاعد، وراح الغناء يملأ الهيكل، واللاويون يسبحون الرب بالكلمات التي وضعها داود وآساف الرائي. وانحنى الشعب وسجدوا، وامتلأ المكان بالبهجة المقدسة.
ثم أمر حزقيا الشعب أن يأتوا بتقدماتهم وذبائح الشكر، فجاءوا بأعداد لا تحصى من البقر والغنم، لأن الرب قد أفرح قلوبهم. وكان الكهنة واللاويون منشغلين بذبح الذبائح وتقطيعها، حتى أن عددها كان كبيراً جداً، فاضطر الكهنة أن يستعينوا بإخوتهم اللاويين لمساعدتهم في العمل.
وهكذا، عادت العبادة الحقيقية إلى أورشليم، وارتفعت صلوات الشعب كالبخور المقبول أمام الرب. وفرح حزقيا وكافة الشعب بما أجراه الله لهم من تغيير، لأنه تمّ الأمر بسرعة، بإرادة الرب القوية.