الكتاب المقدس

قصة بيت الركابيين: الطاعة التي أرضت الرب (العنوان الحالي مناسب بالفعل، فهو واضح وجذاب ويتضمن كلمات رئيسية مثل بيت الركابيين والطاعة والرب، مع الالتزام بعدد الأحرف المطلوب.) إذا كنت ترغب في اختصار أكثر مع الحفاظ على المعنى، يمكن استخدام: **الركابيون: طاعة أرضت الرب** (43 حرفًا) أو: **قصة الركابيين وطاعتهم للرب** (45 حرفًا) كلها عناوين واضحة وتلتزم بالشروط المطلوبة.

**قصة بيت الركابيين: الطاعة التي أرضت الرب**

في الأيام التي سبقت سقوط أورشليم بيد البابليين، عندما كان النبي إرميا ينذر الشعب بغضب الرب بسبب عصيانهم، أراد الله أن يعطي درسًا عظيمًا عن الطاعة والإخلاص. ففي أحد الأيام، جاءت كلمة الرب إلى إرميا قائلة:

“اذهب إلى بيت الركابيين، وادعهم إلى بيت الرب، وقدِّم لهم خمرًا ليشربوا.”

فخرج إرميا من الهيكل، وتوجه إلى حي غريب يسكنه نسل الركابيين، وهم قبيلة معروفة بين الشعب بتمسكها بتعاليم أسلافها. كانوا يعيشون في خيام بسيطة رغم أنهم سكنوا المدينة، لأنهم كانوا متمسكين بنذر قديم قطعه لهم أبيهم يوناداب بن ركاب منذ مئات السنين.

عندما وصل إرميا إلى مكانهم، رأى رجالًا ونساءً وأطفالًا يعيشون حياة بسيطة، بعيدًا عن الترف والخطيئة التي انتشرت في أورشليم. اقترب منهم وقال:

“هكذا يقول الرب إله إسرائيل: تعالوا إلى بيت الرب، فلدينا كلمة لكم.”

فاستجاب الركابيون لدعوة النبي، وتبعوه إلى بيت الرب. هناك، في إحدى القاعات الكبيرة، أمر إرميا الخدام أن يحضروا جرارًا ممتلئة بالخمر، ثم قدّمها للركابيين قائلًا:

“اشربوا خمرًا.”

لكن الركابيين تبادلوا نظرات حازمة، ثم أجابوا:

“لا نشرب خمرًا، لأن يوناداب أبونا أوصانا قائلًا: لا تشربوا خمرًا أنتم ولا بنوكم إلى الأبد. ولا تبنوا بيوتًا، ولا تزرعوا كرومًا، ولا يكون لكم شيء من هذا، بل اسكنوا في خيام كل أيامكم، لكي تعيشوا أيامًا كثيرة على الأرض التي أنتم غرباء فيها.”

فاستمع إرميا إلى كلامهم باندهاش، فقد كانوا متمسكين بتعليم أبيهم منذ مئات السنين، رغم أنهم كانوا يعيشون في مدينة مليئة بالإغراءات.

ثم جاءت كلمة الرب إلى إرميا ثانيةً:

“قل لجميع يهوذا وسكان أورشليم: هكذا يقول رب الجنود إله إسرائيل: هل لا تعتبرون وتسمعون كلمتي؟ لقد حفظ بنو ركاب وصية أبيهم، أما أنتم فلم تسمعوا لي، رغم أني كلَّمتكم مرارًا بأنبيائي باكرًا وعشيًّا. لكنكم لم تميلوا أذنكم، بل عصيتموني. لذلك، ها أنذا أجلب على يهوذا وعلى كل سكان أورشليم كل الشر الذي تكلَّمت به عليهم، لأني كلمتهم فلم يسمعوا، ودعوتهم فلم يجيبوا.”

أما الركابيون، فقد قال الرب عنهم:

“لأن بني ركاب قد حفظوا وصية أبيهم، أما شعبي فلم يسمعوا لي، لذلك هكذا يقول رب الجنود إله إسرائيل: لا يُنقطع رجل من بني ركاب يقف أمامي كل الأيام.”

وهكذا، جعل الله بيت الركابيين مثالًا للطاعة والإخلاص، بينما كان الشعب يهوي في الخطيئة والدمار. فتعلم إرميا أن الطاعة لله ولوصاياه هي طريق الحياة، أما العصيان فهو طريق الهلاك.

ومن ذلك اليوم، صار الركابيون ذكرى حية في قلب إسرائيل، تذكيرًا بأن البركة تكون لمن يسمع كلام الرب ويحفظه.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *