الكتاب المقدس

رؤيا حزقيال: مجد الرب والعربات السماوية

**قصة رؤيا حزقيال: مجد الرب والعربات السماوية**

في السنة الخامسة من سبي الملك يهوياكين، بينما كان النبي حزقيال بين المسبيين عند نهر خابور، فُتِحَتِ السماوات مرة أخرى، ورأى رؤيا عظيمة من الرب. فقد ظهر له مجد الله كما رآه سابقًا عند النهر، ولكن هذه المرة كانت الرؤيا مليئة بالأسرار الإلهية والرموز السماوية.

### **العرش والمجد الإلهي**

نظر حزقيال، وإذا بمنظر عجيب يملأ عينيه: عرش من الياقوت الأزرق، يلمع كالنار المشتعلة، وفوقه شبه إنسان جالس. هذا هو مجد الرب، يحيط به بهاء لا يُوصف، كالنور الذي لا يُطاق. وحول العرش، كانت هناك كائنات حية ذات أربعة وجوه وأجنحة تتحرك بانسجام تام مع صوت الرب.

### **الكروبيم والعجلات**

ثم التفت حزقيال، فرأى أربع عجلات عظيمة بجانب الكائنات الحية. كانت هذه العجلات مرصعة بالعيون، تتحرك بقوة الروح، فلا تحتاج إلى أن تدور أو تنعطف، لأنها تسير في كل اتجاه بقدرة الله. وكان صوت أجنحة الكروبيم كصوت مياه جارفة، كصوت القدير عندما يتكلم.

وفجأة، سمع حزقيال صوتًا من فوق العرش يقول: **”يا ابن آدم، انظر إلى ما سيحدث في وسط هذه المدينة!”**

### **الجمر الناري والخراب القادم**

ثم رأى يدًا تظهر تحت الكائنات الحية، تمسك جمرًا ناريًا. وأمر الرب الملاك أن يأخذ من هذه الجمر ويُلقِيها على المدينة، علامةً على الدينونة القادمة. فامتدت يد الملاك وأخذت الجمر، ثم طار بها نحو أورشليم.

وفي وسط هذه الأحداث المهيبة، بدأ مجد الرب يتحرك. فارتفعت الكائنات الحية والعجلات معًا، وتبعها مجد الرب من الهيكل. كان المنظر مُفزعًا وعظيمًا، لأن حضور الله كان يترك المكان بسبب خطايا الشعب.

### **مغادرة مجد الرب**

وبينما كان حزقيال يشاهد، ارتفع مجد الرب من فوق عتبة الهيكل ووقف عند الباب الشرقي. ثم صعد إلى السماوات، والعجلات والكروبيم تتحرك معه في انسجام عجيب. كان صوت الأجنحة يهتز كالرعد، وكان نور المجد يملأ الأفق.

ففهم حزقيال أن الرب قد ترك هيكله بسبب شرور الشعب، لكنه في نفس الوقت ظهر له ليعطيه رجاءً بأن الله ما زال يحكم ويسيطر على كل شيء، حتى في وسط الدينونة.

### **خاتمة الرؤيا**

وبعد أن اختفت الرؤيا، بقي حزقيال في ذهولٍ عميق. لقد رأى دينونة الله قدوسًا، لكنه رأى أيضًا عظمته وسلطانه. فكتب كل ما رآه ليكون تحذيرًا للشعب، ولكي يعلموا أن الرب هو الإله الحقيقي الذي لا يُستهان به.

وهكذا، كانت رؤيا حزقيال تذكيرًا بأن الله عادل وقدوس، لكنه أيضًا حاضر في وسط شعبه، حتى في وقت الغضب، لأنه يريد أن يردهم إليه بالتوبة والإيمان.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *