**قصة الحكمة والتحذير من الفتنة**
في قديم الأيام، عندما كان الحكماء يجلسون تحت أشجار الزيتون يعلمون الشعب دروب الرب، اجتمع الشباب حول الشيخ “أليمالك”، الذي كان معروفًا بحكمته البالغة وفهمه العميق لكلام الله. وكان الشيخ يحب أن يعلّمهم دروس الحياة من أمثال سليمان الحكيم.
في أحد الأيام، عندما كانت الشمس تميل نحو الغروب، وتتلألأ أشعتها الذهبية على وجوه المستمعين، أخذ الشيخ “أليمالك” نفسًا عميقًا وقال:
**”اسمعوا لي يا أبنائي، وأصغوا إلى حكمتي، لأن كلماتي هي نور لخطاكم، ونبع حياة لأرواحكم.”**
ثم ابتدأ يحدثهم عن أمثال سليمان، وتوقف عند الأصحاح الخامس، حيث يحذر الحكيم من فخاخ الشهوات الزائلة.
**”يا بنيَّ، انتبه إلى حكمتي، وأمل أذنك إلى فهمي، لكي تحفظ فطنتك، وتحمي شفتاك من الكلام الملتوي.”**
وتحدث الشيخ بصوت هادئ لكنه حازم، واصفًا كيف أن المرأة الغريبة، التي تظهر بكلام معسول وملابس زاهية، هي كسفينة سريعة تقود إلى الهلاك.
**”إن شفتيها تقطران عسلاً، وكلامها ألين من الزيت، لكن عاقبتها مرة كالعلقم، وحادة كسيف ذي حدين.”**
وأخذ الشيخ يروي قصة شاب اسمه “ناثان”، كان بارًا ومطيعًا لوصايا أبيه، لكنه وقع في شباك امرأة غريبة، أغوته بكلامها المعسول. في البداية، ظن أن سعادته تكمن في لحظات اللذة العابرة، لكنه سرعان ما اكتشف أن طريقها ينتهي إلى الموت والعار.
**”لم يسمع نصيحة أبيه، فسقط في حفرة عميقة، وأضاع كرامته وبركته.”**
ثم أشار الشيخ إلى العواقب الأليمة التي لحقت بـ”ناثان”، كيف فقد ثقة أهله، وأصبح غريبًا عن جماعة المؤمنين، وكيف أن خطيئته طاردته كظل لا يفارقه.
**”طُرقها تتذبذب، لا تعرف الاستقرار، فاحذر منها ولا تقترب من باب بيتها.”**
لكن الشيخ لم يتركهم في اليأس، بل وجههم إلى طريق النجاة، طريق الزوجة الأمينة، والحب المقدس الذي باركه الرب.
**”لتكن زوجتك كنبع ماء عذب، يروي ظمأ قلبك، وليكن حبك لها مباركًا كل أيام حياتك.”**
وانتهى الشيخ كلامه بتذكيرهم بأن عيون الرب ترى كل شيء، وأن خطايا الإنسان ستُكشف في النهاية.
**”طرق الإنسان أمام عيني الرب، وهو يزن كل أعماله.”**
فانصرف الشباب متأملين في كلامه، عازمين على حفظ أنفسهم من الفتن، والسير في طريق البر الذي يرضى عنه الرب.
وهكذا، كانت كلمات الحكيم نبراسًا ينير دربهم، ويحفظهم من السقوط في حفر الشهوات الزائلة.