الكتاب المقدس

قصة وعد الرب بالخلاص في سفر زكريا الفصل العاشر

**قصة من سفر زكريا: الفصل العاشر**

في تلك الأيام، عندما كان شعب الله يعاني تحت نير الشتات والضيق، تكلم الرب بكلمات رجاء وعزاء عبر النبي زكريا. كانت السماء تمطر غضبًا على الأمم التي ظلمت إسرائيل، لكن وسط الظلام، أشرق نور الوعد الإلهي.

### **الرب يعد بخلاص شعبه**

قال الرب: “اطلبوا مني المطر في وقت المطر المتأخر، فيرسل الرب برقًا ويُنزل عليكم مطرًا غزيرًا، ويعطي كل واحد عشبًا في الحقل.” كان الشعب يعاني من الجفاف الروحي والجسدي، لكن الرب وعد بأنه سيستجيب لصراخهم. لم يكن المطر مجرد قطرات من الماء، بل رمزًا لفيض البركة والنعمة التي ستغمر الأرض.

ثم تابع الرب كلامه: “إن الأصنام تتكلم بالباطل، والعرافون يرون رؤيا كاذبة، ويقصون أحلامًا باطلة، ويعزون بالباطل. لذلك مضى الشعب كغنم بلا راع.” كانت الأمم تعبد آلهة مزيفة، وتتبع أقوال كاذبة، لكن الرب أعلن أنه سيكون راعي شعبه الحقيقي.

### **الله يقود شعبه إلى النصر**

قال الرب: “من بيت يهوذا سأصنع كجبار، وأملأ بني يوسف بالقوة، وأردهم لأني قد رحمتهم، فيكونون كما لم أطردهم، لأني أنا الرب إلههم فأستجيب لهم.” كان سبطا يهوذا ويوسف يمثلان القوة والقيادة في إسرائيل، والرب وعد بأنه سيعيد بناءهم ويجعلهم أمة عظيمة مرة أخرى.

وتكلم الرب عن اليوم الذي سيجمع فيه مشتتي إسرائيل من كل زاوية من زوايا الأرض: “وأصفرهم فأخلصهم، ويكثرون كما كثروا من قبل. وأزرعهم بين الشعوب، فيذكرونني في البلاد البعيدة، ويحيون مع بنيهم ويرجعون.” كانت هذه نبوة عن العودة من السبي، لكنها أيضًا إشارة إلى الخلاص الأعظم الذي سيأتي به المسيا، الذي سيجمع كل الأمم تحت رايته.

### **النصر على الأعداء**

ووعد الرب بأن شعبه لن يعود خائفًا أو ضعيفًا: “وأجعل إفرايم كجبار، ويهوذا كأسد يزأر. أنا أنا أخلصهم، وأجعلهم كرجل واحد يقاتل في المعركة.” كانت هذه الكلمات تذكيرًا بقوة داود ويشوع، عندما كان الرب يقود جيوش إسرائيل إلى النصر.

وأخيرًا، قال الرب: “وأردهم من أرض مصر، وأجمعهم من أشور، وأدخلهم إلى أرض جلعاد ولبنان، حتى لا يوجد لهم مكان.” كان هذا وعدًا بالعودة إلى الأرض المقدسة، حيث سيعيشون في أمان ووفرة.

### **ختام القصة**

وهكذا، وسط اليأس والشتات، أعطى الرب شعبه رجاءً لا يتزعزع. لم تكن كلماته مجرد وعود أرضية، بل نبوة عن ملكوت الله الآتي، حيث سيكون هو الراعي الأعظم، وكل من يتبعه سيرى خلاصًا عظيمًا. فهللويا!

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *