الكتاب المقدس

1. **إرميا 16: النبوة والصمت في زمن الدينونة** 2. **رسالة إرميا: العزلة والتحذير من العقاب** 3. **إرميا النبي: علامة الله في زمن الغضب** 4. **إرميا 16: دعوة للانعزال ورسالة الرجاء** 5. **النبي إرميا وحياة العزلة كعلامة للشعب** (اختر أيًا منها، وجميعها تلخص القصة دون رموز أو علامات زائدة.)

**قصة إرميا 16: رسالة الانعزال والنبوة**

في أيام الملك يوشيا، وقبل أن تسقط مملكة يهوذا في أيدي البابليين، جاءت كلمة الرب إلى النبي إرميا قوية وحاسمة. كان الرب يعد شعبه لعقاب شديد بسبب خطاياهم المتكررة وعبادتهم للأصنام. وفي وسط هذا التحذير، أمر الرب إرميا أن يعيش حياة مختلفة، حياة تكون في حد ذاتها علامة ونبوة للشعب.

### **الرب يأمر إرميا بعدم الزواج**

دخل إرميا بيته المتواضع في عناثوث، وكان قلبه مثقلاً بالرؤى التي أعطاه إياها الرب. وفي هدوء الليل، سمع صوت الرب يقول له: **”لا تتخذ لنفسك زوجة، ولا يكن لك بنون ولا بنات في هذا المكان.”** (إرميا 16: 2).

توقف إرميا عن تنفسه للحظة. كان الزواج والأولاد بركة عظيمة في إسرائيل، علامة على رضا الله. لكن الرب طلب منه أن يبقى وحيداً، كعلامة حية على الكارثة القادمة. ففي الأيام الآتية، سيموت الكثيرون جوعاً ووباءً وحرباً، ولن يكون للأطفال والآباء مستقبل في أرض ملعونة بالخطية.

### **المنع من الحداد أو الفرح**

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. فقد قال الرب لإرميا: **”لا تدخل بيت نائح ولا تمضِ للندب عليهم، لأني قد نزعت سلامي عن هذا الشعب… ولا تدخل بيت الوليمة لتجلس معهم للأكل والشرب.”** (إرميا 16: 5، 8).

كانت هذه الأوامر صعبة على إرميا، لأن مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم كانت جزءاً من طبيعة المجتمع. لكن الرب أراد أن يوضح أن الزمن لم يعد زمن فرح أو عزاء عادي. فالشعب سيموتون موتاً شنيعاً دون أن يُندبوا، لأن الغزاة البابليين لن يتركوهم يدفنون موتاهم. وكذلك، لن يكون هناك فرح حقيقي في أرض ستُسبى وتُدمَّر.

### **العلامة الحية للدينونة**

كان إرميا يمشي في شوارع أورشليم، والناس يتطلعون إليه باستغراب. لماذا لا يتزوج؟ لماذا لا يحضر الأفراح أو الجنازات؟ كان وجهه حزيناً، لكنه لم يبكِ على الموتى كالآخرين. وعندما سألوه، أجابهم: **”الرب يقول: ها أيام تأتي لا يقال فيها: حيّ هو الرب الذي أصعد بني إسرائيل من أرض مصر، بل: حيّ هو الرب الذي أصعد بني إسرائيل من أرض الشمال ومن جميع الأراضي التي طردهم إليها.”** (إرميا 16: 14-15).

كانت هذه النبوة تلميحاً إلى أن السبي قادم، لكن الله سيعيدهم يوماً ما. ومع أن الدينونة ستكون قاسية، إلا أن رحمة الرب ستعود في النهاية.

### **الدرس الأبدي**

عاش إرميا كعلامة حية أمام الشعب، تذكيراً بأن الخطية تؤدي إلى الموت والخراب، ولكن رحمة الله أكبر من كل شيء. فبالرغم من العقاب، وعد الرب بأنه سيجمع شعبه مرة أخرى.

وهكذا، كانت حياة إرميا رسالة صامتة لكنها قوية: **”التوبة أو الدمار، والله ينتظر رجوعك.”**

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *