**قصة عصيان الإنسان وخيط التذكار**
في أيام التيه في برية سيناء، بعد أن أنقذ الله بني إسرائيل من العبودية في مصر وأعطاهم وصاياه العظيمة على جبل سيناء، حدثت قصة تذكّرنا برحمة الله وصلابته في العدل.
كان الشعب قد بدأ يتذمر مرة أخرى بعد حادثة استخفافهم بأرض الموعد، مما جعل الرب يحكم عليهم بالتيه أربعين سنة حتى يهلك الجيل العاصي. لكن في وسط هذا الحكم، أعطاهم الرب فرصة ليتعلموا الطاعة، وأعطاهم وصايا جديدة تظهر قداسته ورحمته.
وفي أحد الأيام، بينما كان بنو إسرائيل يسيرون في البرية، وجد رجل من بينهم يجمع حطبًا في يوم السبت. كان هذا الرجل يعرف وصية الرب التي تقول: “اُحْفَظُوا يَوْمَ السَّبْتِ لِتَقْدِيسِهِ”، لأنه يوم راحة مقدس للرب. لكنه تحدى الوصية بجرأة، وكأنه يختبر صبر الله.
فلما رآه بعض الشعب، أمسكوا به وأحضروه إلى موسى وهارون وكل الجماعة. ارتعدت قلوبهم، لأنهم لم يعرفوا ماذا يفعلون به. فوضعه الرب تحت الاختبار ليُظهر لهم حكمه. فقال الرب لموسى: “لا بد أن يموت الرجل. فليرجمه كل الجماعة خارج المحلة.”
فأخرجوا الرجل خارج المحلة، ورجموه بالحجارة حتى مات، كما أمر الرب. فكانت هذه الحادثة تذكيرًا للشعب أن وصايا الرب ليست لعبة، بل هي طريق الحياة.
ثم بعد ذلك، كلم الرب موسى قائلًا: “كلم بني إسرائيل وقل لهم: ليصنعوا لهم أهدابًا على أطراف ثيابهم، ويجعلوا في كل هدب خيطًا من أسمانجوني. فيكون لكم هذا الهدب لتنظروه فتذكروا جميع وصايا الرب وتعملوها، ولا تتبعوا قلوبكم وعيونكم التي تغويكم.”
ففعل بنو إسرائيل كما أمرهم الرب، وخاطوا خيوطًا زرقاء على أطراف ثيابهم. فكان كلما نظر أحدهم إلى هذا الخيط، تذكر قداسة الله ووصاياه، فلم يتجاسر على العصيان مرة أخرى.
وهكذا، في وسط القصاص، أظهر الله رحمته. فبالرغم من حكمه الصارم على الخطية، أعطاهم علامة مرئية ليتذكروا وصاياه ويحيوا في طاعته. فتعلم الشعب أن الرب إله قدوس يحب العدل، ولكنه أيضًا رحيم يرشد شعبه إلى طريق البر.
فليتذكر كل من يقرأ هذه القصة أن كلمة الرب نور وهدى، وأن عصيانه يؤدي إلى الهلاك، لكن طاعته تؤدي إلى الحياة والبركة.