الكتاب المقدس

صلاة داود في الضيق: رجاء وسط الألم (96 حرفًا)

**قصة مزمور ٦: صلاة داود في زمن الضيق**

في قديم الأيام، حينما كان داود الملك يعاني من ضيقة شديدة، جثا على ركبتيه في حجرته الخاصة، حيث كان النور الخافت للشمعة يتمايل على الجدران، وكأنه يعكس اضطراب قلبه. كان الألم يلفّ جسده مثل سلسلة ثقيلة، والمرض يكاد يفني قوّته. لكن الأقسى من ذلك كان ثقل الخطية الذي يحمله في داخله، كظلّ لا يفارقه.

رفع داود عينيه نحو السماء، وانسكبت كلماته بحرارة: **”يا رب، لا توبخني بغضبك، ولا تؤدبني بسخطك!”** كان يعرف أن خطاياه قد أثارت غضب الله، لكنه توسل برحمة الرب الذي لا يُحصى. دموعه سالت على خدّيه كأنهار صغيرة، واختلط صوت أنينه بصلاة القلب المكسور. **”ارحمني يا رب، لأني ضعيف. اشفني يا رب، لأن عظامي مرتعدة!”**

في تلك اللحظات، شعر داود وكأن الموت يقترب منه، وكأن الظلام يريد أن يبتلع روحه. لكن إيمانه بالله منعه من اليأس. **”ونفسي قد اضطربت جداً. وأنت يا رب، حتى متى؟”** كان يسأل بلهفة، طالباً خلاص الله الذي لا يتأخر أكثر من اللازم.

ثم تذكّر داود أعداءه، أولئك الذين فرحوا بضعفه، والذين تآمروا عليه في الخفاء. لكنه لم يطلب منهم الانتقام، بل وضع ثقته في عدالة الله. **”ارجعوا إليّ يا جميع فاعلي الإثم، لأن الرب قد سمع صوت بكائي!”** نطق بهذه الكلمات بقوة جديدة، وكأن نعمة الله بدأت تمسح جراحه.

وفي عمق الليل، عندما كانت النجوم تتلألأ في السماء كأنها عيون الله المراقبة، شعر داود بسلام يغمر قلبه. لقد سمع الرب صراخه، وقبل تضرّعه. **”سمع الرب صوت دعائي. الرب يقبل طلبتي!”** ابتسم في الظلام، مدركاً أن الألم لن يدوم إلى الأبد، لأن رحمة الرب من دهر إلى دهر.

وهكذا، تحوّل اليأس إلى رجاء، والضعف إلى قوة. لأن داود، رغم كل ما عاناه، عرف أن الله لن يرفض قلباً منسحقاً. فكتب هذا المزمور ليكون شهادة لكل جيل: **”إن الله قريب من المنكسري القلوب، ويخلّص المنسحقي الروح.”**

فليتعلّم كل من يمرّ بضيق أن يرفع صوته مثل داود، واثقاً أن الرب سيسمع وينقذ، لأنه أمين وعطوف.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *