الكتاب المقدس

قصة أليفاز: الحكمة في الاتكال على الرب

**قصة الحكمة والاتكال على الرب: عظة من أمثال ١٦**

في قديم الزمان، في مدينة صغيرة تقع بين الجبال، عاش رجل يُدعى أليفاز. كان أليفاز تاجرًا غنيًا، يمتلك الكثير من الخيرات، لكن قلبه كان ممتلئًا بالكبرياء والثقة في ذاته. كان دائمًا يفتخر بحكمته وقدرته على تحقيق النجاح دون أن يعترف بيد الله في كل ما يملك.

وفي ذات يوم، بينما كان أليفاز يسير في السوق، رأى شيخًا حكيمًا يُدعى ناثان، جالسًا عند بوابة المدينة، يعظ الناس بكلمات من الكتاب المقدس. توقف أليفاز ليسمع، فسمع الشيخ يتلو: **”لِلإِنْسَانِ تَرْتِيبُ الْقَلْبِ، وَمِنَ الرَّبِّ جَوَابُ اللِّسَانِ.”** (أمثال ١٦: ١).

ضحك أليفاز باستخفاف وقال: “أنا أخطط لأموري بنفسي، ولا أحتاج إلى مشورة أحد!” ثم مضى في طريقه.

لكن في تلك الليلة، بينما كان أليفاز يفكر في صفقة جديدة لشراء بضائع من بلاد بعيدة، شعر بقلق غريب. حاول أن يضع الخطط، لكن شيئًا ما كان يعيق تفكيره. نام مضطربًا، وفي الصباح، وجد أن السفن التي كان يعتمد عليها لنقل بضاعته قد تعطلت بسبب عاصفة شديدة. خسر الكثير من المال، وبدأت أموره تتدهور.

حزن أليفاز، وذهب إلى الشيخ ناثان يطلب النصيحة. فقال له الشيخ: **”كُلُّ طُرُقِ الإِنْسَانِ طَاهِرَةٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ، وَمِيزَانُ الْقُلُوبِ هُوَ الرَّبُّ.”** (أمثال ١٦: ٢). ثم أضاف: “يا بني، لا تثق في فهمك، بل اتكل على الرب في كل خطواتك، وهو يهدي طريقك.”

تأمل أليفاز في كلمات الشيخ، وبدأ يتضرع إلى الله طالبًا الحكمة. وفي اليوم التالي، بينما كان يصلي، خطرت على باله فكرة جديدة: أن يتعاون مع تجار آخرين بدلًا من العمل بمفرده. نجحت الفكرة، وعادت بركته أكثر من قبل.

ومن ذلك اليوم، تعلم أليفاز درسًا عظيمًا: **”اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ.”** (أمثال ١٦: ٣-٤).

وبمرور الأيام، أصبح أليفاز رجلاً متواضعًا، يعلم الجميع أن البركة الحقيقية تأتي من طاعة الله. وكان دائمًا يذكر كلمات الحكيم: **”بِالرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ يُكَفَّرُ عَنِ الإِثْمِ، وَبِمَخَافَةِ الرَّبِّ الْإِنْسَانُ يَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ.”** (أمثال ١٦: ٦).

وهكذا، عاش أليفاز حياة مباركة، لأنّه فهم أن **”فَضْلُ قَلِيلٍ مَعَ خَشْيَةِ الرَّبِّ، خَيْرٌ مِنْ كَنْزٍ عَظِيمٍ مَعَ انْزِعَاجٍ.”** (أمثال ١٦: ٨).

**الخلاصة:**
تعلمنا هذه القصة أن الحكمة الحقيقية تبدأ بمخافة الرب، وأن التوكل عليه هو أساس النجاح. فكما يقول الكتاب: **”الْقَلْبُ الْمُتَعَقِّلُ يُدْعَى فَهِيمًا، وَحَلاَوَةُ الشَّفَتَيْنِ تَزِيدُ عِلْمًا.”** (أمثال ١٦: ٢١). فليكن اتكالنا على الله في كل شيء، وهو الذي يهدي خطى الأتقياء.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *