1. **عهد الله مع إبراهيم في ليلة النجوم** 2. **وعد الرب لإبراهيم بالذرية والأرض** 3. **إبراهيم وعهد النار والنجوم** 4. **الوعد الإلهي لإبراهيم في تكوين 15** 5. **قصة إيمان إبراهيم وعهد الله** (أفضلها هو الأول: **عهد الله مع إبراهيم في ليلة النجوم** لأنه يجمع بين جوهر القصة والرمزية الشعرية للنجوم والوعد.)
**قصة العهد مع إبراهيم: تكوين 15**
في ليلة هادئة، حيث كانت النجوم تتلألأ في كبد السماء كاللآلئ المتناثرة على عباءة سوداء، كان إبراهيم جالسًا عند مدخل خيمته في أرض كنعان. كان قلبه مثقلاً بالأسئلة، رغم كل وعود الرب له. نادى عليه الرب في رؤيا قائلاً: **”لا تخف يا إبراهيم، أنا ترس لك. أجرك عظيم جدًا.”**
ارتجف إبراهيم من هيبة الصوت الإلهي، لكنه تجرأ وسأل بقلب ممتلئ بالشوق: **”يا سيدي الرب، ماذا تعطيني وأنا ماضٍ بلا ولد، ووارث بيتي هو أليعازر الدمشقي؟”** كانت كلماته تعكس حزنه العميق، فقد تقدم في السن، وسارة زوجته كانت عاقرًا.
فأجابه الرب: **”لن يكون هذا وارثك، بل الذي يخرج من أحشائك هو يرثك.”** ثم أخرجه إلى العراء وقال له: **”انظر إلى السماء وعُد النجوم إن استطعت أن تعدها.”** نظر إبراهيم إلى الأعلى، حيث تلألأت آلاف النجوم كأنها شموع مضيئة في محفل سماوي. ثم قال الرب: **”هكذا يكون نسلك.”**
فآمن إبراهيم بالرب، فحُسب له برًا. كانت لحظة إيمانية عظيمة، حيث وضع الإنسان العجوز ثقته الكاملة في وعد الله، رغم كل المستحيلات البشرية.
ثم قال الرب له: **”أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين ليعطيك هذه الأرض ميراثًا.”** لكن إبراهيم، بروح التواضع، سأل: **”يا سيدي الرب، كيف أعلم أني أرثها؟”**
فأمره الرب أن يُحضر عِجلةً ثلاثية، ومعزةً ثلاثية، وكبشًا، ويمامةً وحمامةً. فقام إبراهيم بكل دقة، وشق الحيوانات إلى نصفين، ووضع كل قطعة مقابل الأخرى، لكن الطيور لم يشقها. ثم جلس ينتظر، بينما كانت النسور تحوم فوق الذبائح، فطردها إبراهيم.
وعند غروب الشمس، سقط على إبراهيم سباتٌ عميق، وغطته ظلمةٌ مخيفة. فكلمه الرب قائلاً: **”اعلم يقينًا أن نسلك سيكون غريبًا في أرض ليست لهم، ويُستعبدون لهم، ويُذلونهم أربع مئة سنة. ولكن الأمة التي يستعبدون لها سأدينها أنا. وبعد ذلك يخرجون بأموال عظيمة.”**
ثم، في منتصف الليل، ظهر مصباح نارٍ ودخان كأنه فرن متقد، واجتاز بين تلك الذبائح المشقوقة. كان هذا علامة العهد الذي قطعه الرب مع إبراهيم، مؤكدًا له أن هذه الأرض ستعطى لنسله من النهر إلى البحر، من أرض مصر إلى الفرات.
وهكذا، في تلك الليلة المقدسة، أقام الرب عهدًا أبديًا مع إبراهيم، وعدًا لا يتزعزع بأن نسله سيكون كالنجوم، وأن الأرض المباركة ستكون ميراثًا للأجيال القادمة. فاستيقظ إبراهيم ممتلئًا بالسلام، عالماً أن كلمة الرب صادقة وأمينة إلى الأبد.